في ذلك اللّيل المظلم....وسط طريق طويل منعرج...تحيط
به الأشجآر من كلّ جهة....وتأخذها الرّياح تآرةً يمينًآ و
تآرة شمآلاً....كآن هنآك شآب يمشي و يتعثّر بين الأحجآر
القآسية... حآفي القدمين ... والبرد القآرس يتغلغل بين
أصآبع رجليه....و قد سرق المرض عمره و أخذه بعيدًا عن
هذه الدّنيا الفآنية.....سمع صوتًا خافتًا ينآديه...التفت...وإذا
به شآب آخر لمحه من بعيد...جرى إليه ليسعفه...و ليزيل
عنه القليل من موآجعه.....أخذه معه إلى بيته
الصّغير...وقدّم له مآ استطاع من معونة...إلى أن أصبح في
حآلة لآ بأس بها....
