عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-12-2024   #1

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 1,029
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 298

مزاجي
رايق
إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى محمد الخضيري
افتراضي فلسفة الصبر والثقة بحكمة الله التدبير الإلهي من منظور محمد الخضيري الجميلي

لقد خبّأ اللهُ لكَ الأجمل: فلسفة الصبر والثقة بحكمة التدبير الإلهي


---

المقدمة

الحياة رحلة مليئة بالتحديات والأحداث التي غالبًا ما تكون غامضة في لحظتها، فنجد أنفسنا نتساءل عن أسباب ما يجري لنا، وخاصة عندما لا نحصل على ما نتمنى بشدة. لكن في طيات هذا الغموض، يتجلى الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى لا يُدبر أمرًا إلا وفيه الخير لنا، حتى وإن بدا لنا غير ذلك. هذه الحكمة الإلهية تفتح أمامنا آفاقًا من الثقة والرضا بقضائه وقدره، وتجعلنا ندرك أن ما نفقده اليوم قد يكون الطريق إلى ما هو أجمل غدًا.


---

المحور الأول: مفهوم التدبير الإلهي

التدبير الإلهي هو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى يدير شؤون الكون وحياة البشر بحكمة لا تُضاهى. فالإنسان يرى بعينه المحدودة، بينما الله يرى بعلمه الأزلي. عندما لا يُعطيك الله شيئًا رغبت فيه بشدة، فإنه يخبئ لك الأجمل، لأن علمه وحكمته تتجاوز حدود توقعاتك وآمالك. يقول الله تعالى:
وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 216).


---

المحور الثاني: الصبر والثقة بحكمة الله

الصبر ليس مجرد تحمّل الألم، بل هو ثقة مطلقة بأن الله لا يكسر قلبًا لجأ إليه. هذه الثقة تجعل الإنسان قادرًا على رؤية النور حتى في أحلك اللحظات. في الحديث القدسي، قال الله: "أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله."
فالنية الطيبة، والاعتماد على الله، هما أساس الراحة النفسية. من يغادر حياتنا، ومن نفقده رغم تمسكنا به، هو جزء من حكمة الله التي لا ندركها إلا بعد مرور الزمن. ستُظهر الأيام أن هذا الغياب كان رحمة وعوضًا.


---

المحور الثالث: فلسفة العوض الإلهي

حينما يغلق الله بابًا في حياتك، فإنه يفتح أبوابًا أخرى أكثر إشراقًا. العوض الإلهي لا يأتي فقط في صورة أشخاص جدد أو فرص جديدة، بل يأتي أيضًا في صورة سكينة داخلية، فهم أعمق للحياة، وشعور بالرضا. يقول الإمام ابن القيم: "لو كشف الله الغطاء لعبده وأظهر له كيف يدبر له أموره، وكيف أن الله أرحم به من نفسه، لذاب قلبه حبًا لله ولتقطع قلبه شكرًا له."


---

المحور الرابع: الدروس المستفادة من التجارب

1. تعزيز الإيمان: إدراك أن الله هو المالك والمدبر يجلب السلام الداخلي.


2. قبول الفقدان: الأشخاص الذين يغادرون حياتنا كانوا جزءًا من مرحلة انتهت، وعوض الله أجمل.


3. النمو الشخصي: كل تجربة تحمل في طياتها درسًا يجعلنا أقوى وأكثر حكمة.




---

الخاتمة

الحياة لا تسير دائمًا وفق رغباتنا، لكنها دائمًا تسير وفق حكمة الله. علينا أن نثق بأن الله يخبئ لنا الأجمل، وأن ما نعتقده خسرانًا هو في الحقيقة جزء من خطة أعظم. فمن يضع ثقته في الله، يوقن أن الخير قادم، وأن الأوقات الصعبة ليست إلا جسورًا تعبر بنا إلى الأفضل.
قال تعالى
"ومَن يتوكل على الله فهو حسبه" (الطلاق: 3).

بقلم محمد الخضيري الجميلي








توقيع »





  رد مع اقتباس