ومع مرور الزمن، أصبحت ذكرى الشيخ خضيري جزءًا من تاريخ الشرقاط، تُروى بفخر في مجالس العائلة ومناسبات البلدة. لم تكن مآثره مجرد حكايات، بل دروسًا تتناقلها الأجيال. فقد كان رمزًا للصدق والتفاني، وبذل حياته في خدمة الدين والوطن والمجتمع.
في السنوات الأخيرة، بادر العميد الركن الدكتور محمد خضيري علي الجميلي بتوثيق حياة والده من خلال كتاباته وأبحاثه. وخصص في مؤلفاته صفحات للحديث عن القيم التي غرسها الشيخ خضيري في أبنائه، وعن الأثر الذي تركه في من عرفه. كذلك، شارك الدكتور محمد قصصًا عن والده في محاضراته ولقاءاته مع ضباط وزارة الداخلية، مؤكدًا أن القيادة لا تأتي فقط من الرتب أو المناصب، بل من الأخلاق والنزاهة التي تُمثل الإرث الحقيقي لكل إنسان.
كما أصبح مركز إعداد القادة الذي يديره الدكتور محمد امتدادًا لنهج والده، حيث يُغرس في الضباط المتدربين قيم العمل الجماعي، والتواضع، والقيادة المبنية على خدمة المجتمع. ويرى الدكتور محمد أن هذه المبادئ هي الأساس لبناء عراق قوي ومتماسك.
اليوم، يتذكر أهل الشرقاط الشيخ خضيري ليس فقط بصفته رجل دين ومحامٍ، بل كرمز يُحتذى به. وأصبح يوم وفاته مناسبة لاستذكار إرثه ودوره في ترسيخ مبادئ العدالة والإحسان.
إن الإرث الذي تركه الشيخ خضيري لا يقتصر على عائلته فقط، بل يمتد إلى كل من تعلم من سيرته واستلهم من حياته، ليبقى اسمه خالدًا في ذاكرة الشرقاط والعراق بأسره.