لا يزال اسم الشيخ خضيري علي حسين سناح الجميلي يتردد بين الأجيال، شاهداً على حقبة من تاريخ الشرقاط امتزجت فيها القيم الإسلامية بالمبادئ الوطنية. إن سيرته العطرة تلهم أبناء الشرقاط للسير على نهج النزاهة والعطاء، حيث كان نموذجاً يُحتذى به في زمنٍ قلَّ فيه الرجال المخلصون.
واليوم، عندما يذكر أهالي الشرقاط اسم الشيخ خضيري، فإنهم يتذكرون مواقفه الحازمة في الحق، وحنكته في حل النزاعات، وحكمته التي كانت تهدئ الخلافات وتقرب القلوب. فقد كان بيته مفتوحاً للقاصي والداني، ويده ممدودة لكل محتاج، وصوته ناصحاً أميناً لكل من لجأ إليه.
من جانب آخر، كان لجهود الدكتور محمد خضيري علي الجميلي أثر كبير في إبراز سيرة والده من خلال كتبه ومحاضراته. إذ لم يكتفِ الدكتور محمد برواية ذكرياته مع والده، بل وثقها في مؤلفات تاريخية وأدبية تُظهر الدور الريادي للشيخ خضيري في بناء مجتمع قائم على العدل والقيم الأصيلة.
واليوم، يُعَد الشيخ خضيري جزءاً من الهوية الثقافية والتاريخية للشرقاط، إذ يمثل رمزاً لحقبة ذهبية عاشتها المدينة، كان فيها العدل عنواناً، والقيم الإسلامية مرجعاً لكل قرار.
إن إرث الشيخ خضيري ليس فقط كلمات تُروى، بل هو عمل يُمارس، وقيم تُغرس في نفوس الأجيال القادمة. سيظل ذكره حياً في قلوب كل من عرفه، وستبقى ذكراه منارة يهتدي بها كل من يسعى لخدمة مجتمعه ووطنه بروحٍ نقيةٍ وعزيمةٍ صادقة.