عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /30-01-2010   #1

 

الصورة الرمزية النداوي

 

النداوي غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل : May 2008
 المشاركات : 5,431
 النقاط : النداوي will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 760
 اوسمة :

الألفية الخامسة

الحضور المميز

الإبداع

مزاجي
مبسوطه
افتراضي سَبب تقديم قوله تعالى (عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) على قوله تعالى (خَلَقَ الإنْسَانَ )



سبب تقديم قوله تعالى في سورة الرحمن :
( عَلَّمَ الْقُرْآنَ ) على قوله ( خَلَقَ الإِنسَانَ )





في هذه السورة العظيمة من سور القرآن الكريم يتعرف الله سبحانه وتعالى إلى خلقه بنعمه
عليهم ، وآلائه التي ملأت أرجاء السماء والأرض ، يذكرهم بها عبوديتهم له عز وجل ،
ويلزمهم طاعته وابتغاء مرضاته .

ولما كان القرآن الكريم النعمة الكبرى والآية العظمى التي أنزلت على الإنسانية جمعاء ،
بدأ بها عز وجل ، وقدمها على كل شيء ، حتى على خلق الإنسان نفسه ، ليوحي بذلك
إلى الغاية التي خلق الإنسان من أجلها ، وهي معرفة وحي الله والإلتزام به ، فلا يشتغل
الإنسان بالخلق عن الخالق ، ولا بالوسيلة عن المقصد .

وذكر الله تعالى خلق الإنسان بعد ذِكْر تعليم القرآن ليبين أن الإنسان هو المقصود بتعليم القرآن .


( الرَّحْمَنُ ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإنْسَانَ ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) الرحمن 1 - 4 .




قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :

" ولما عدّد نعمه تعالى ، بدأ مِن نِعَمه بما هو أعلى رتبها ، وهو تعليم القرآن ، إذ هو
عماد الدين ونجاة من استمسك به . ولما ذكر تعليم القرآن ولم يذكر المعلَّم ، ذكره بعد في
قوله : ( خَلَقَ الإنْسَانَ ) ، ليُعلم أنه المقصود بالتعليم " انتهى . ( البحر المحيط 10/187) .




وقال الألوسي رحمه الله :

" ثم أتبع سبحانه نعمة تعليم القرآن بخلق الإنسان فقال تعالى : ( خَلَقَ الإنْسَانَ ) ؛ لأن
أصل النعم عليه ، وإنما قدم ما قدم منها لأنه أعظمها ، وقيل : لأنه مشير إلى الغاية من
خلق الإنسان ، وهو كماله في قوة العلم ، والغاية متقدمة على ذي الغاية ذِهْنًا ، وإن كان
الأمر بالعكس خارجا " انتهى . ( روح المعاني 27/99 ) .




وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" وبدأ الله تعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان إشارة إلى أن نعمة الله علينا بتعليم
القرآن أشد وأبلغ من نعمته بخلق الإنسان ، وإلا من المعلوم أن خلق الإنسان سابقٌ
على تعليم القرآن ، لكن لما كان تعليم القرآن أعظمَ مِنَّةٍ من الله عز وجل على العبد
قدمه على خلقه " انتهى . ( لقاءات الباب المفتوح رقم 188 ) .




والله أعلم .







توقيع »
  رد مع اقتباس