عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-04-2010   #16

 

الصورة الرمزية عبد السلام رباح

 

عبد السلام رباح غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 702
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 82
 النقاط : عبد السلام رباح is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 195

مزاجي
رايق
افتراضي

الـــــدرس الـــــسادس
خـطر اللـسان ([1])

قال الله تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِنقَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ([2])



ومعنى رقيب أي: ملك يرقبه، وعتيد: أي حاضر.
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة " أخرجه البخاري([3]).
(ما بين اللحيين هو اللسان).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: " قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَ طَمَعًا وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ([4]) ، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟ " أخرجه الترمذي([5]).
الشرح:



اللسان خطر عظيم، وردت في التحذير منه نصوص كثيرة لما فيه من الأوقات التي يصعب التحرز منها ويسهل الوقوع فيها، لمن لم يمسكه إلا في الخير، ولذلك أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أكثر ما يدخل النار.
الفوائد:



- خطر اللسان ووجوب التحرز منه إذ أن الإنسان قد يزل في النار بكلمة واحدة يقولها لا يهتم بها.
- إن إطلاق اللسان في غير طاعة من أسباب دخول النار وحفظه من أسباب دخول الجنة.
- خطأ كثير من الناس وغفلتهم بإطلاق ألسنتهم في الكلام بغير فائدة .




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
([1]) الآداب الشرعية 1/34 شروح الأربعين النووية حديث 15، منهاج القاصدين 165، الأذكار 477، الجواب الكافي 88، 142 .
([2]) سورة ق، آية: 18.
([3]) خ 11/308 (6474)، ت 2408.
([4]) سورة السجدة، الآيتان: 16، 17.
([5]) ت 2616، وقال حسن صحيح.



الـــــدرس الـــــسابع

الأمر بحفظ اللسان






قال الله تعالى : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } ([1])

أي: لا تقل ما ليس لك به علم ([2]).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل ؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه([3]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول: " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب " متفق عليه([4]).

(ومعنى يتبين فيها: أي يفكر أهي خير أم لا؟ ).


عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: " قل: آمنت بالله ثم استقم، قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا " أخرجه الترمذي ([5]).

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة ؟ قال: " أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك " أخرجه الترمذي([6]).

الشرح:


في حفظ اللسان من الوقوع في المحارم والكلام فيما لا يعني خير عظيم ونجاة في الدنيا والآخرة، فلذلك حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى أنه من أعظم سبل النجاة.

الفوائد:


- أن تمام إسلام المرء أن يكف لسانه عن المسلمين.
- أن إمساك اللسان سبب للنجاة.
- أن الرجل قد يدخل النار بكلمة لا يهتم لها.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) سورة الإسراء، آية: 36.
([2]) انظر تفسير ابن كثير 3/ 39، وتفسير البغوي 5/92.
([3]) خ 11/308 (6477)، م 2988.
([4]) خ 11/308 (6447)، م 2988، ت2314.
([5]) ت 2410 وقال : حسن صحيح. وأصله في مسلم 38 .
([6]) ت 2406 وقال حديث حسن.



الـــــدرس الـــــثامن

فضل صيام التطوع



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " ( أي : مدة سير سبعين عاماً ) متفق عليه (
[1]) .
و في سبيل الله أي : الجهاد وقيل : طاعة الله (
[2]) .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة ( أي : وقاية من النار والمعاصي ) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه " متفق عليه (
[3]) .

الشرح:


الصوم من العبادات الجليلة، اختصه الله لنفسه ووعد عليه بالأجر العظيم، وهو وقاية من المعاصي ووقاية من النار، وسبب للبعد عنها يوم القيامة، فحري بالمؤمن المبادرة إلى هذا العمل العظيم وتحمل ما فيه من المشقة اليسيرة التي يعقبها الفرح العظيم عند الفطر وعند لقاء الله عز وجل يوم القيامة.

الفوائد:


- فضل الصوم وعظم ثوابه.
- أنه وقاية من المعاصي ومن النار.
- أنه سبب للبعد عن النار يوم القيامة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) خ 6/47 (2840)، م 1153.
([2]) فتح الباري 6/48.
([3]) خ 4/103 (1894)، م 1151.











توقيع »
  رد مع اقتباس