مع الأسف إن نحن اليوم في عالم غريب عجيب ترى التناقضات سيدة المواقف هنا وهناك
ونرى إن بعض الأمور التي يمقتها البعض يأتيها وهو يعلم أو لا يعلم لا ادري هل نسمي
ذلك لانفصام في الشخصية ... أم غرور يعمي الإبصار !!!
هل أصبحت كلمة الحق ليس لها مكان ؟!!
ولما الظن السيئ بمن يخالفوننا الرأي حتى نعدهم في مصاف الأعداء... ومن أصحاب الكبائر والقول البائر ؟!!!
ولما كل ذلك الحقد والتسلط الفكري الذي يمارسه البعض ضد مخالفيه الرأي .. إما بتجاهل أو الرد المليء بالمقت والحقد الأسود.
مع الأسف أننا نرى اليوم أصوات تتعالى هنا وهناك لبث الكراهية والحقد
وربما ترى البعض فيهم تراه في ثوب الواعظ والحكيم... لكن مع الأسف
لا يمكنه ما في صدره إن يثبت على تلك الصورة... ولا يلبث أن ينفجر
غيض وحقد وألفاظ لا تمت إلى ذلك الجلباب الذي كان يلبسه وذلك الحلم والعلم الذي يدعيه بصله... بل تراه إنسانا أخر
ومع الأسف إن الأنفس أصبحت ضيقه والإحكام أصبحت جاهزة ومسبقة ... وكأن داء بوش اللعين أصاب البعض
فينا " أن لم تكون معي فأنت ضدي"
ان العلاقة التي تخلق لنا وجودا في الحلقة الاجتماعية، هي معيار تطور في تفكيرنا، ومؤشر لأهمية ما نأتي به من ممارسات يومية تجعل حضورنا ذو أهمية في التأثير والتأثر في الآخرين، وليس كل ما نملكه من خزين معرفي هو آخر العلوم.
فإننا لا زلنا نحتاج بعضنا في التفكير عن إيجاد حل لمشكلة الانسان في علاقته مع الآخرين وكيفية انضاج تلك العلاقة الى مستوى راق يؤشر مدى التطور المعرفي في خدمة الاهداف الاجتماعية على مستوى الأسرة وعلى مستوى العلاقات الاجتماعية مع أبناء المجتمع.
ويشذ عن هذه القاعدة في أهمية الحفاظ على علاقتنا مع الآخرين بمستوى ما نرغب، هم تلك الفئة المريضة التي تشعر انها تفوقت على الآخرين بخزين المعرفة التي تغترف منه، فتصبح بين ليلة وضحاها، أسيرة الفتاوى في كيفية نقل ما تعرف على انه آخر المعارف والعلوم. والانسان ميال الى أن يعمم، ويجعل معيار علاقته مع الآخرين مدى تطابق وجهات نظرهم مع وجهات نظره، وينسى ان رأيه هو واحد من ملايين الآراء التي تولد كل لحظة ولاسيما تلك التي لها علاقة بالحياة بشكل عام، والأحداث بشكل خاص.
والانسان السوي هو الذي يعرف كيف تنضج الامور في ذهن الآخرين، وكيفية التداخل المعرفي من اجل ان تقل مساحة الهوّة بين ما نملك وما نفكر به، وبين ما يملك الآخرون ويفكرون به، وكلنا نبحث عن سعادة اللقاء والتواصل الاجتماعي.
والميت هو الفقير اجتماعيا ولا يلتقي مع الآخرين على أساس البكاء على الاطلال، لا يعرف إلا صفحة كتابه الذي اصفرّت أوراقه.
وهذه دعوة للنظر في المرآة ومعرفة ملامح وجوهنا حيث نرى كم هي جميلة الابتسامة إذا ما قورنت بالتجهم واللؤم والحسد واثرها في ملامح الوجه.
بارك الله فيك اخي ابا سلطان , ووفقك لكل خير