الموضوع: تكريم حرامي
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /18-06-2010   #7

 
عضو إداري
ثقة الملتقى

الصورة الرمزية الأمير

 

الأمير غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 215
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 المشاركات : 17,335
 النقاط : الأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond repute
 تقييم المستوى : 2348
 اوسمة :

الحضور الدائم

الألفية الرابعة عشر

متميز في فن العلاقات

وسام التميز

مزاجي
رايق
افتراضي

بارك الله فيك على الطرح الرائع

( نعم اذا ضعف الايمان وغاب الضمير فإن الحق يضيع )

لا شك أن أصحاب المخالفات الإدارية ضعاف الإيمان؛ حيث أن الإيمان يلجمُ صاحبه عن الحرام، فحيثما وُجد الإيمان الصحيح وُجد العملُ الصالح. ولقد كان عمالُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتورعون من أخذ الأجرة أو الراتب، فما بالك فيما دون ذلك؟
فعَنِ ابْنِ السَّاعِدِي الْمَالِكِي أَنَّهُ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ (رضي الله عنه) عَلَى الصَّدَقَةِ. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ أَمَرَ لِى بِعُمَالَةٍ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ وَأَجْرِى عَلَى اللَّهِ. فَقَالَ: "خُذْ مَا أُعْطِيتَ، فَإِنِّي عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم). فَعَمَّلَنِي، فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَ فَكُلْ وَتَصَدَّقْ"[1].
فأنت تلمس من هذا العامل العفيف، ومن ذاك الصحابي الجليل، لمسةَ الإيمان التي تعلو سلوكهم، ونفحة الورع التي تمتزج بأعمالهم .
وأَقسطُ من ذلك: أن الإيمان يُوقظ الضمير، ويدفع المرء في أحسن أحواله إلى سد الذرائع، وتوقي الشبهات.
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (رضي الله عنه) أن رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قال: "إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ. وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ. فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ. وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ. كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ. أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى, أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ. أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً, إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ"[2].

فإذا عمل المرءُ في منظومة لا رقيب فيها ولا حسيب؛ احتوشته[3] الشياطينُ، وزينت له السرقةُ والاختلاس والرشوة، والمرءُ تمر به فتراتُ ضعف قد يجور فيها على الحقوق، إذا ما غاب الرقيب الحازم.
وخير ما نستدل به على فساد الموظفين إذا ما غاب الرقباء؛ قصةُ موسى (عليه السلام) مع قومه، حينما ذهب يتحنث ويكلم ربه، فانقلبوا على أعقابهم يسجدون للعجل الذهبي من دون الله. قال الله تعالى:{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ}(البقرة: 51)
وفي الإسلام شرَع اللهُ الاحتساب، وهي جهة رقابية: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران: 104)
ولما كان المسؤولُ وقايةً لمن هو دونه من الزلل؛ كان التوجيه النبوي بطاعة الأمير، وقال (صلى الله عليه وسلم) أيضًا: "إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ[4] يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ"[5] .
وأظنُ أن ذلك الحديث من دلائل النبوة، لما للأمير أو القائد أو المسؤول من التأثير النفسي على أتباعه، وقد وصفه بالجُنَّة، لأنه يقي مَن وراءَه الزلل والخلل.
وقد أرشدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الواجب الذي علينا، حتى لو قَصَّر أصحاب المسؤوليات وفرَّطوا، فقال: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِى عَلَيْكُمْ"[6].
فليس معنى غياب الرقابة أن يعيث الموظفُ فسادًا، والله لا يعذره بذلك، كما لا يعذر الزاني بحجة زنا الجميع، أو السارق المتعلل بما قام به الآخرون من سطو.








توقيع »
  رد مع اقتباس