امـــرؤ الــــــقــــيـــس:
من عجيب شأنه أنه قال في الجاهلية ما جاء فيه شرائط أهل الجنة وأوصافها، وإن كان لم يعرفها ولم يؤمن بها حيث قال:
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي = وهل يعمن من كان في العصر الخالي
وهــــل يـــعــمــن إلا سعيد مخلد = قليـــل الهموم مــــا يبيت بأوجــــــال
فذكر السعادة التي هي جامعة خير الدارين، ثم الخلود الذي هو أحسن أحوال أهل الجنة، ثم ذكر قلة الهموم التي هي أجل الرغائب، ثم أشار إلى الأمن وهو أنفس المواهب، ولا مزيد على هذه الأربع.
ويقال إن أمير شعر الشعراء قوله:
الله أنجح ما طلبت به = والبر خير حقيبة الرحل
فإن فيه الاستنجاح بالله عز ذكره ومدح البر والحث عليه بأحسن لفظ وأوجزه، ولو قال ذلك في الإسلام أبو العتاهية أو محمود الوراق لما زادا.
...................
فعلا هذه عجيبة من عجائب الشعر
مشكور والله يا أديب الملتقى على جهدكـ وتميز طرحكـ