مقدمة الإمام الطبري رحمه الله في مقدمة تاريخه :

وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ماأحضرت ذكره فيه مماشرطت أي راسمه فيه
إنما هو على ماروت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها
فما يكن في كتابي هذا ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارؤه أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولامعنى للحقيقة فليعلم
أن لم يؤت في ذلك من قبلنا ،
وإنما أتي من قبل ناقليه إلينا وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ماأدي إلينا .
[line]-[/line]

قصي بن كلاب :
كان قصي بن كلاب عظيما في قريش وهو الذي جمعهم بعد التفرق وكان له أمر البيت ومكة وله أربعة أولاد، ويقول قصي في تسمية أولاده- كما أورد الطبري- :
ولد لي أربعة أبناء اثنين منهم عبدا لإلهتي وواحدا عبدا لبيتي والرابع عبدي وهم : عبد مناف وعبدالعزى وعبد الدار وعبد قصي
ومن ولد عبد مناف هاشم بن عبد مناف بن قصى وهو الذي دفن بغزّة أثناء أحدى رحلاته قبل الإسلام .

وعن استرجاع الكعبة وأمر مكة من خزاعة إلى ولد إسماعيل ( قريش) في زمن قصي بن كلاب يقول الطبري :
وقصي اسمه (زيد) وإنما قيل له قصي لأن أباه كلاب بن مرة كان تزوجأم قصي فاطمة بنت سعد الأزدية فولدت له زهرة وزيدا ، فهلك كلاب ، وزيد صغير
فقدم ربيعة بن حرام القضاعة فتزوج فاطمة ، وزهرة رجل قد بلغ وقصي فطيم ، فاحتملها إلى بلاده من أرض بني عذرة من أشراف الشام .

فاحتملت قصيا لصغره وتخلف زهرة في قومه فولدت فاطة رزاح بن ربيعة فكان أخاه لأمه وكان لربيعة بن حرام ثلاثة نفر من امرأة أخرى
وشب زيد في حجر ربيعة فسمى زيد (قصيا) لبعد داره عن دار قومه،وحين بلغ قصي قصيّ أنّبه رجل من قضاعة بالغربة ، وقال له :
ألا تلحق بقومك ونسبك فأنك لست منّا ، فرجع قصي إلى أمه فسألها ن قصته فأخبرته فقالت : أنت والله يابني أكرم منا نفسا ووالدا ، أنت ابن كلاب بن مرة
بن كعب لؤي بن غلاب بن فهر القرشي ،وقومك بمكة ندالبيت الحرام وفيما حوله فأجمع قصي الخروج إلى قومه واللحوق بهم فخرج حاجّا
في قضاعة حتى قدم مكة فلما فرغ من الحج أقام بها وكان رجلا جليدا نسيبا فخطب إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبّي بنت حليل
فعرف حليل النسب فرغب فيه فزوّجه، وحليل يومئذ يلي الكعبة وأمرمكة .
وقال ابن هشام : قدم قصي على أخيه زهرة وقومهفلم يلبث أن ساد وكانت خزاعة بمكة أكثر من بني النضر"قريش" فاستنجد قصي أخاه
لأمه "رزاحا" وله ثلاثة أخوة من أبيه فأقبل بهم وبمن أجابه من أحياء قضاعة ومع قصي قومه بنو النضر فنفوا خزاعة، وولدت حبّي لقصي أربعة أولاد
وكان حليل آخر من ولي اليت فاشترى قصي ولاية البيت منه فلما رأت ذلك خزاعة كروا على قصي فقاتل خزاعة فغلبها وجلت عن مكة .
فولي قصي البيت وأمر مكة والحكم بها وجمع قبائل قريش فأنزلهم مكة وكان بعضهم في الشعاب ورؤوس جبال مكة فقسم منازلهم
بينهم فسمي " مجمعا" ، أما خزاعة هي من الأزد في اليمن(1) .
ومن بطون خزاعة بنو حبشية ومليح وسعد وعدي وسلامان وأسلم والمصطلق منهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب ربيعة (وهو صاحب البيت قبل قريش).

انتهى البحث الخاص بقصي . والسلام عليكم ورحمة الله ..

المراجع :
1) مقدمة تاريخ الطبري ص5 - ابن جرير الطبري
2) حقبة من التاريخ ص 18 عثمان محمد الخميس

تقبلوا هذا البحث المختصر ،، عن تاريخ قصي ومكة وسأوفيكم ببحوث أخرى تباعا بإذن الله.