عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /03-02-2012   #1

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 260

مزاجي
رايق
افتراضي الحضارة الاشورية /د محمد خضيري الجميلي

الحضارة الاشورية في مدينة الشرقاط العراقية
بقلم د. محمد خضيري علي ال سناح الجميلي




الموقع
تقع اثار مدينة اشور التاريخية في مدينة الشرقاط من محافظة صلاح الدين العراقية ,اذ تقع الى الجنوب من مدينة الموصل بـ(110كم)وان هذه الاثار مبنية فوق سن صخري مرتفع يطل على نهر دجلة من جهة الغرب وعلى شكل مثلث محصن بصورة طبيعية اذ يحده من الشمال والشرق نهر دجلة قبل ان يتحول مجرى النهرالى الاستقامة من شمال اشور وتطل من جهة الشمال على سهل فسيح تقع في نهايته الشمالية مدينة الشرقاط الحالية , الذي يمتاز ابنائها بالطيبة والشجاعة بنفس الوقت واكرام الضيف ومحبتهم للناس ,والذي يجسد فيهم قول الشاعر (يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل ) ويغلب على اهل هذه المدينة , الطابع العشائري الريفي العراقي المثقف , ويشهد بذلك جميع العراقيين ,حيث تضم مدينة الشرقاط الكثير من العشائر العربية الاصيلة مثل الجبور والجميلة والجغايفة والدليم والعكيدات والسبعاويين والمراسمة وعنزة وعشائر اخرى والتي تمثل زخرفة جميلة متاخية وملتحمة بقبيلة واحدة ويشد بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص وقد برز ذلك في الظروف العصيبة التي المت بالعراق خاصة الفترة ما بين سنة 2003ــ 2010 ميلادي تجسيدا لمبادئ الدين الاسلامي و لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , و يجب ان لا ننسى جهود ابناء هذه المدينة في الحفاظ على اثارها وخاصة في الاحداث العصيبة التي المت بالعراق , وان الارض السهلية الذي سبق ذكرها ذات طبيعة غرينية خصبة صالحة للزراعة وقد تم استثمارها من قبل ابناء المنطقة بزراعة محاصيل الحنطة والشعير وبعض الخضراوات .وقد استخدمت الاراضي المرتفعة القريبة من الاثار ايضا كمقبرة دفن فيها الموتى من ابناء مدينة الشرقاط في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وعندما كان سكن اهل المدينة قريب من هذه الاثار .

تاريخها
لم يكن الاشوريون هم اول من سكن مدينة اشور بل يعود تاريخها الى عصور ما قبل التاريخ اذ عثر فيها على حافة النهر جنوب معبد اشور على نماذج مادية وبقايا من اللبن المشوي المحدب الذي يعود الى عصر العبيد (الالف الرابع ق م )كما عثر المنقبون الالمان على اثار قرية صغيرة تعود الى فترة احدث من العبيد لكنها اقدم بكثير من العصور الاشورية وما ان عرف الانسان الكتابة وبدات العصور التاريخية حتى تحولت اشور من قرية صغيرة الى مستوطن سومري وقد عثر المنقبون الالمان على اثار مهمة تعود للفترة السومرية منها اصنام وتماثيل من عصر فجر السلالات (منتصف الالف الثالث ق م)ونزح الاشوريون من جزيرة العرب بعد ان انفردوا عن اخوانهم الاكديين نحو الشرق حتى استقروا على ضفاف دجلة واستولوا على تلك المدينة السومرية وجعلوها مقرا لعملياتهم العسكرية وبدا نفوذهم يزداد توسعا حتى استولوا على المناطق المجاورة لتلك المدينة وكونوا دولتهم العظيمة المستقلة وفي زمن ملكها القوي شمشي ادد الاول (1753-1721ق م)تمكنت من بسط نفوذها على ضفاف الفرات وخضعت لها مدينة ماري الواقعة بالقرب من مدينة (البوكمال )السورية غير ان النفوذ الاشوري لم يدم طويلا وذلك بسبب ضعف الملوك الاشوريين المتاخريين فكان ان وقعت اشور تحت سيطرة دولة بابل الاولى في زمن ملكها القوي حمورابي وذلك في السنة الحادية والثلاثين من حكمه وبضم اشور الى الحكم البابلي خضعت لحكمهم جميع المدن السومرية وبقيت اشور تحت النفوذ البابلي حتى القرن الخامس عشر ق0م .
عصر الازدهار
ازدهرت اشور مرتين اولاهما في زمن ملكها ايلوشوما ومن بعده زمن شم شادد الاول (1748-1715ق م)الذي امتد نفوذه الى اعالي الفرات والى بلاد اكد وازدهرت اشور ثانية في زمن ملكها القوي سرجون الاشوري عندما تحولت الدولة الاشورية من مملكة الى امبراطورية مترامية الاطراف تضم ارمينيا فقد انطلق سرجون من اشور الى مملكة ارمينيا واخضعها لحكمه وعاد الى مدينته بالاسرى والغنائم ومن اشور ايضا انطلق سنحاريب الى مملكة يهوذا في فلسطين فاسقطها عائدا بالاسرى والغنائم ايضا وقد نالت اشور حتى انتقال مركز الحكم عنها اهتماما خاصا من الناحية العمرانية خاصة في عهد الملك شلمنصر الثالث الذي شملت تجديداته عموم اشور كالاسوار والبوابات وخاصة البوابة التايبرو (بوابة كوركوري )والبرج المدرج( الزقورة )كما جدد بعده سنحاريب (704 -681 ق م الاسوار وبنى السور الواطئ في اشوروالغى الخندق الاشوري كما بنى معبدا وقصرا
بعد ان هجرها اهلها عام (614 ق م ) اصابها الخراب واستوطنت في العصر البابلي الحديث وفي الفترة الاخمينية اذ عثر على لقى اثرية تشير الى ذلك كما اصبحت اشور في الفترة الهلنستية وبالذات في الفترة الغرثية احد مراكز الحكم وقد شيد فيها انذاك (قصرالاواويين الاربعة ) وما تزال اطلاله شاخصة وهو قصر عظيم له ملحقات تضم مخازن للمؤن ومساكن للخدم وماوى للماشية كما سكنها العرب المسلمون ايام الخلافة العباسية وجعلوها مركزا تجاريا وقد عثر على مسكوكة ذهبية باسم الخليفة المستنصر بالله العباسي وجعلوا زقورتها مرقبا عسكريا ومئذنة ينادون من فوقها للصلاة كما سكنت المدينة في العصور الاسلامية التالية حتى القرن التاسع عشر الميلادي حيث بنيت فيها مبان مايزال بعضها قائما ومنها القصر المعروف( بقصر فرحان )
معالمها
1-الزقورة :البرج المدرج المخصص لعبادة الاله آشور لم يبق من ارتفاعه الا (ستة وعشرون مترا) وهو الآن كتلة هرمية من اللبن كانت بالاصل شاهقة بعلو ستين مترا مؤلفة من ثلاث طبقات يتربع فوقها معبد الترحيب (المعبد العالي)
2-معبد اشور –المعبد الارضي –او بيت كشاني –أي بيت العالم ويعرف باسم بيت اشور( أي شري) ولازال مطمورا لوقوع قصر فرحان فوقه والقصر من المباني التراثية وتمت صيانته عدة مرات وهو الان متحف محلي للمدينة .
3-القصر القديم ,ويقع الى الغرب من الزقورة وبمحاذاتها تقريبا وهو قصر ضخم وقصر ملكي يسمى القصر القديم وهو اقدم القصور الملكية المكتشفة لحد الان
4-المقبرة الملكية وتقع بمحاذاة القصر القديم من جهة الجنوب وتقع المقبرة الملكية التي تضم بقايا خمسة من الملوك الاشوريين تحت مستوى سطح الارض بعمق خمسة امتار
5- معبد انوادد :وما يسمى بالمعبد المشترك للاله انواله السماوات و الاله ادد هو اله البرق والرعد والاعاصير الجوية وهو من اضخم المعابد وتميز بزقورتيه وتكون لكل اله زقورة مربعة قياس (35×35 ) ولازالت اسس الزقورة الغربية موجودة لحد الان
6-المعابد الاخرى :ورد في الكتابات المسمارية عن عصر سنحاريب عن وجود (34)معبدا في ان واحد منها عشرة مخصصة لعبادة الاله اشور المعروف منها لحد الان ثلاثة معابد معبد الاله نابووهو اخر معبد شيد في اشور ومعبد الالهه عشتار ومعبد الاله سن (القمر )وهذه المعابد الثلاثة متجاورة وتقع الى الجنوب الشرقي من المعبد المزدوج
7-القصر الجديد: يقع في الزاوية الشمالية الغربية للمدينة وعلى المصطبة الكبيرة بقايا قصر ضخم يسمى القصر الجديديعود للعصر الاشوري الحديث
8-والى الجنوب منه بالقرب من مدخل بوابة تابير ويقع البيت الاشوري من العصر الحديث
8-الاسوار :يحيط بالمدينة سوران داخلي وخارجي يسيران بشكل متواز ماعدا الجزء الاجنوبي من المدينة حيث يفترق السوران وتقع بينها فسحة كبيرة اقيمت فيها فيما بعد مدينة سميت باسم المدينة الجديدة
10- المسناة :من جهة نهر دجلة شيد الاشوريون تلك المسناة العظيمة من الطابوق ومادة الربط القير لتمنع توسع النهر على حساب المدينة وقد حافظت على اشور من تلك الفترة ولحد الان شامخة تتحدى عوادي الزمن
11-البوابات :تشير نصوص سنحاريب الى وجود ثلاث عشرة بوابة في اشور الا ان التنقيبات تمكنت من اثبات وجود عشرة بوابات منها بوابتان في مسناة دجلة وبوابة تربط بين المدينتين القديمة والجديدة والبقية بوابات خارجية واعضم تلك البوابات واهمها بوابة ( تايبرو)العظيمة .
12-دار الولائم ,وتسمى (بيت اكيتو)وتقع خارج مدينة آشور تقام فيها احتفالات رأس السنة ,إذ يخرج الموكب من باب تابيرو باتجاه الشمال الغربي .


التنقيبات
يعود تاريخ التنقيب في مدينة آشور الى القرن التاسع عشر وقد سبقت ذلك زيارات للرحالة الاجانب ومنهم ريج 1821م و(روس) و(ليرد) 1840م وزارها ليرد ثانية عام 1847م.وان اول من حفر فيها الباحث (ليرد) في زيارته الثانية 1847 فوجد فيها اول تمثال لاحد الملوك الاشوريين وهو شلمنصر الثالث
وعثر فيها عام 1849 م على منشور من الطين مهم مدون فيه اخبار احدالملوك القدامى وهو( تجلات بليرزالاول )وحفر فيها رسام عام 1853 م فوجد نسختين اخريين من نفس المنشور وحفر فيها( جورج سمث )في عام 1878 ووجد كتابة تاريخية للملك الاشوري ادد نيراري الاول 1305 -1274ق م واهملت اشور من تاريخ 1878 م وحتى عام 1903 م اذ حلت فيهاالبعثة الالمانية برئاسة فالتر اندرية ولمدة احد عشر عاماً(1903 -1914 )م وتركزت التنقيبات في الجزء الشمالي من المدينة ابتداء من معبد اشور ,مروراًبالزقورة والقصر القديم والمقبرة الملكية والمعبد المزدوج ثم المعابد الثلاثة( نابو وعشتار وسن والقصر الجديد) وبدات حفريات موسعة واكتشفت البوابات وعمل حفريات موسعة في وسط المدينة في القصر الهلنستي –قصر الاواوين - وبدات التنقيبات العراقية (مشروع احياء مدينة اشور الاثرية )في 6/3/1978 فتم التنقيب وصيانة عدد كبير من معالم هذه المدينة العظيمة ومنها معبد نابو والزقورة والقصر الجديد والمقبرة الملكية وغيرها لذا نطلب من كافة المختصين بالاثار المزيد من التنقيبات ومزيد من الاهتمام لاحياء هذه الحضارة التاريخية العظيمة الذي يفتخر بها العالم اجمع كما تفتخر المتاحف العالمية بوجود بعض من اثارها ومن الله التوفيق

محمد خضيري ال سناح الجميلي
الشرقاط 2009ميلادي







توقيع »
  رد مع اقتباس