وتدعوك المنون دعاء صدق
ألا يا صاح أنت أريد أنت
أبا بكر دعوتك لو أجبتا
إلى مافيه حظك لو علمت
إلى علم تكون به إماماً
مطاعاً إن نهيت وإن أمرت
ويجلو ما بعينك من غشاء
ويهديك الطريق إذا ضللت
وتحمل منه في ناديك تاجاَ
ويكسوك الجمال إذا اغتربت
ينالك نفعه مادمت حياً
ويبقى ذكره لك إن ذهبت
وكنز لا تخاف عليه لصاً
خفيف الحمل يوجد حيث كنت
يزيد بكثرة الإنفاق منه
وينقص إن به كفاً شدت
فقوت الروح أرواح المعاني
وليس بأن طعمت ولا شربت
وإن أعطيت فيه طويل باع
وقال الناس إنك قد علمت
فلا تأمن سؤال الله فيه
بتوبيخ علمت فما عملت
فرأس العلم تقوى الله حقا
وليس بأن يقال لقد رأست
إذا مالم يفدك العلم خيراً
فخير منه أن لو قد جهلت
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ
فليتك ثم ليتك ما فهمت
ستجني من ثمار العجز جهلاً
وتصغر في العيون وإن كبرت
وتذكر قولتي لك بعد حينٍ
إذا حقاً بها يوماً عملت
وإن أهملتها ونبـذت نصحا
وملت إلى حطام قـد جمعت
فسوف تعض من ندم عليها
وما تغني الندامة إن ندِمت
إذا أبصرت صحبك في سماءٍ
قد ارتفعوا عليك وقد سفُـلت
فراجعها ودع عنك الهوينا
فما بالبطء تدرك ما طلبت
ولا تختل بمالك والْهُ عنه
فليس المال إلا ما علمت
وما يغنيك تشييد المباني
إذا بالجهل نفسك قد هدمت
جعلت المال فوق العلم جهلاً
لعمرك في القضية ما عدلت
لئن رفع الغني لواء مالٍ
لأنت لواء علمك قد رفعت
لئن جلس الغني على الحشايا
لأنت على الكواكب قد جلست
وإن ركب الجيادَ مسوّماتٍ
لأنت مناهجَ التقوى ركبت
فقابل بالقبول صحيح نصحي
فإن أعرضت عنه فقد خسرت
وإن راعيته قولاً وفعلاً
وتاجرت الإله فقد ربحت