عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /04-12-2008   #1

 

الصورة الرمزية الشاعرالجميلي

 

الشاعرالجميلي غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 85
 تاريخ التسجيل : Oct 2008
 المشاركات : 32
 النقاط : الشاعرالجميلي is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 194

مزاجي
رايق
افتراضي التـفــاخـــر والطعــن في الأنـســـــاب

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله القائل في كتابه المبين { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } والصلاة والسلام الأتمين الأكملين على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وبعد :

نلاحظ بين الفينة والأخرى بعضاً من المقالات التي تنتشر عبر كثير من المنتديات تفيد في مجملها إلى الطعن الصريح والبعد عن المنهج الصحيح في بعض القبائل، أو الأسر ؛ وعلى هذا أردت في هذا الموضوع أن أوضح بعض المنهيات والمحذورات في السير على هذا المسلك الوعر الذي انتشر كانتشار النار في الهشيم الذي بحثت فيه كثيراً ونقلته لك ياأخي المسلم وياأختي المسلمة _ حفظكم الله من كل مكروه _ فاحذروا الوقوع فيه يا عقلاء يافهماء .

كان العرب في جاهليتهم الأولى قبل الإسلام يتفاخرون بأنسابهم على حساب وحدة المجتمعات بل وصلت بهم الحال أن تعصبوا لقبائلهم دون النظر إلى الآخرين .
وكان هذا التعنصر للقبيلة قد فتح أبوابا من الحروب والشرور والفرقة والتناحر .
تقوم حرب داحس والغبراء ونحوها من أجل القبيلة وتستمر هذه الحروب عشرات السنوات لأشياء تافهة , فلما جاء الإسلام جاء الأمر بترك المفاخرة بالأنساب التي لا تخدم وحدة المجتمعات بل تزيده نفورا , جاء الإسلام فأضاء الطريق للبشرية وأن الكريم عند الله عز وجل هو التقي قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
فالتعصب للأنساب والأحساب قد ذمه الإسلام ونفر منه .
فما ضر سلمان الفارسي أنه فارسي يوم أن كان في صفوف المتقين وما ضر بلال الحبشي أنه من الحبشة ما دام أنه على التقوى بل إنه أقرب من أهل النسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدناهم منه مجلسا .
وما ضر عكرمة رضي الله عنه كونه من أب قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أبو جهل طاغية الناس .
ولكن ضر أبا طالب وهو عم للنبي صلى الله عليه وسلم ضره كفره وما نفعه نسبه فهو من أهل جهنم .
وهذا أبو لهب أليس هو عم النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله قرآنا في شأنه يبين عذابه في النار هو وزوجته وذلك لكفرهم (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)
فالتكريم الحقيقي الذي لا شك فيه هو تقوى الإنسان وإيمانه بربه وطاعته لله لا بتعصبه لأنسابه وأحسابه فما يغنون عنه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )) .

************************************************** ************************************************** **********************
نقاط


1ـ الطعن في الأنساب طريق إلى الكفر
كما ورد في الحديث النبوي الشريف (( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت )) .

2ـ الطعن في الأنساب من أمور الجاهلية
كما ورد في الحديث النبوي الشريف (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ـ الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت ))

3ـ الطعن في الأنساب قذف للمحصنات ومن السبع الموبقات .
قال تعالى{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .
وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.
وفي الحديث النبوي الشريف (( اجتنبوا السبع الموبقات .. )) فذكر منهم قذف المحصنات الغافلات المؤمنات .
و القذف من أشنع الذنوب ، و أبلغها في الإضرار بالمقذوف و الاساءة إليه ، كان التحذير منه في القرآن الكريم شديداً ، و مقروناً بما يردع الواقع فيه من العقوبة .والقذف
الذي يوجب الحد هو الرمي بالزنا أو اللواط أو ما يقتضيهما كالتشكيك في الأنساب .

4ـ الطعن في الأنساب فيه الاستطالة في عرض أخيه المسلم.
قال تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا}
المعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً و عدواناً ( أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه " فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً " و هذا هو البَهت الكبير : أن يحكيَ أو ينقل عن المؤمنين و المؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب و التنقص لهم ) كما قال ابن كثيرٍ في تفسيره .
وكما في الحديث النبوي الشريف (( ‏إِنَّ مِنْ ‏ أَرْبَى ‏ ‏الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ ‏ ‏فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ‏)) .
و المنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة اللسان ‏ في عرض المسلم ؛ باحتقاره و الترفع عليه , و الوقيعة فيه بنحو قذفٍ أو سبٍ , و إنما يكون هذا أشد تحريماً من المراباة في الأموال لأن العرض أعز على النفس من المال ‏، كما قال أبو الطيب العظيم آبادي في ( عون المعبود ) .

5. الطعن في الأنساب واقع بين الغيبة والبهتان .
قد نص الله سبحانه على ذمها في كتابه الكريم وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة كما قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } .
كما في الحديث النبوي الشريف (( خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة حتى أسمع العواتق في خدورهن فقال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره ومن يتبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته )) .
وكما في الحديث النبوي الشريف (( الغيبة ذكرك أخاك بما يكرهه .. فإذا كان فيه فقد اغتبته وإذا لم يكن فيه فقد بهته )) .

************************************************** ******************************

وليس الكلام هنا دعوة إلى ترك النسب والإنتماء إليه ( كلا ) فالناس لهم أنساب وأحساب وقبائل ينتمون إليها ولا مطعن في ذلك .
وإنما الكلام هنا والبيان في ذلك دعوة المجتمعات إلى أن لا يكون الإنتماء إلى النسب والقبيلة طريقا للغلو والتطرف مع الآخرين والإفراط والتفريط والذم واحتقار الآخرين والتعصب المذموم .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية )) رواه أبو داود
وأنه يحرم على المسلم أن يطعن في أنساب الآخرين ولا يجوز ذلك شرعا فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) .

هذا وبالله التوفيق وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الإسلام إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه


للأمانة منقول








توقيع »
يقول الجميلي من فرايدمثايله= لي لابة يعتزمن ينتمي لها
جميلية ٍضرب القنا مايروعها= قد قالها فيصل وانا أعيد قيلها
  رد مع اقتباس