بسم الله الرحمن الرحيم
مهداة إلى السامعين :
بادي باللي خلق شمس وقمر
عالم ٍما با الخفا وهو القدير
الله المعبود في بر وبحر
عالم بالغيب في خلقه بصير
محصيٍ خلق البهايم والبشر
كلها في دبرته ماله وزير
كل نفسٍ هو خلقها في قدر
كافلٍ رزقه وهو حي يسير
عن خطا نفسي وذنبي والأزر
راجيٍ عفوه وبالله مستجير
السعد في طاعة الله والنصر
رافع السيات جبّار الكسير
يالله المطلوب تسميح الأمر
والفرج من كل ضيقه وتعسير
ربنا في حكمته قال وذكر
الفرج للضيق مقرونٍ جوير
الفتى ماله عن القسمه مفر
استمع وأخبرك يالوجه السفير
أن عطاك الله فلا أحدٍ لك يضر
وكان ضرك ماحدٍ جالك بخير
مانع معطي قدير مقتدر
واسع حلمه على الدنيا خبير
قال من ثمن جوابه وافتكر
بالهدى عن معصيات الله يشير
من بغى مرضاة ربه والأجر
يجتنب درب المعاصي والنكير
يتبع للحق عن دين الكفر
والفرائض خمس وشروطه كثير
الفتى لا صار ما عنده خبر
ينشد أهل العلم كان إنه غرير
جنة الفردوس للمسلم مقر
ومن كفر بالله مثواه السعير
اطلب الله ينقذك يوم الحشر
واهجر الشيطان حيث إنه هجير
كان طعت إبليس خانك بالغدر
دهورك شوره وذبك وسط بير
تحسب أنه لك صديقٍ من نحر
وأوكلك عقب العنب حب الشعير
والردى بالك تحطه لك ذخر
ربعت الخايب علي الطيب تعير
الحذر ثم الحذر ثم الحذر
عن ردي الشأن يأتي لك عشير
يظهرون اثنين من بطن وظهر
والاثنين أخوان من رحم ثمير
كلهم عصبه من أنثى مع ذكر
مير يأتي بينهم فرق كبير
من هداه الله علي خير ظفر
وكل من شافه يعرف إنه ستير
ومن نواه الله على شر وكدر
انقرد والناس عن قربه تنير
الرجال أشكال مير أبهم فخر
تشتبه بأجسامهم والفعل غير
أحدٍ يدرى جنابة لا حضر
يحشمون بحشمته ناس عوير
وإن بغيته باللوازم ما اعتذر
تاجده عند المشاكل تقل زير
وأحدٍ تغتر فيه ولا يسر
ميت قلبه مثل قلب البعير
لا يغرك به شنابات الشعر
ما يحفظ العلم لو جسمه كبير
وأن نشدته ضاع فكره وأبتهر
خالي جأشه ولا عنده ظمير
والشرف ماينحقر عنه البزر
كم صغيرٍ طالعٍ طلعه ظهير
كم صغيرٍ شاع ذكره وأشتهر
واقتدى بأمره كبيره والصغير
والرجال بحقها ما تنحقر
لو حقرته يمتكن فعله ضرير
تبتلي في نادرٍ موتٍ حمر
يحتمي الخايف وعزٍ للقصير
لا تحسبه دايم معك النصر
الليال بساع دورتها تدير
ماحدٍ يعلم تصاريف الدهر
علمها مع واحدٍ ماله دبير
والليالي بين حلو وبين مر
والمنايا ما تطرش لك نذير
أنت كاف الناس شرك وأنستر
وأحسن أنك بالهداية تستخير
أن قدرت أصبر مدامٍ لك صبر
صمتتٍ حكمه ولا كثر الهذير
كم كلامٍ خير صار أسباب شر
أشترك به وأشتبك شر وشرير
أجتنب ربعت كثيرين الهذر
لا تجي لمثوّر الفتنه ثوير
تبتلى في غيض ممرورٍ سهر
من كلامك ساهر قلبه حسير
حين يسمع كلمتك جاك يهدر
وارد ما يستمع قول المشير
من ظلم مؤمن يبشر با لحسر
اعتمد بالحق والباطل عثير
هرجهٍ في غيبة الغافل ضرر
تقطع العقبة وبأعمالك تحير
كلمة بالحق ما منها نكر
تقتدي فيها كما البدر المنير
الفتى تفنى حياته والعمر
والعمل يبقى وربه له ذخير
آمر باليسر عن درب العسر
رحمه في ما يشاء تغني الفقير
الثناء والحمد لله والشكر
والكلام أديت وضعه بتعبير
قلت يوم القاف بالقلب انتشر
وأبتديت بكل طاروقٍ عسير
جاز لي وأدنيت قرطاس وحبر
امتلآ الدفتر وللكوكب زفير
واذكر الله عد ما هل الشهر
وعد ما ينشئ سحابه والغثير
والسلام أعداد ما يخضر خضر
تم قيلي وأذكر الرب البرير
**** أتمنى أن يستفاد منها
قصيدة الشاعر : سعد بن مسيعيد الحفر الجميلي