الرسول صلى الله عليه وسلم صفته الشكلية

صفته الشكلية
وردت العديد من الروايات عن الصحابة في وصف محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. قال الصحابي حسان بن ثابت شاعر الرسول في وصف جمال خلقته:

وأجمل منك لم تر قط عينوأكمل منك لم تلد النساءخلقت مبرءا من كل عيبكأنك قد خلقت كما تشاء

وقد جمع المسلمون ما توارثوه من وصف خلقة نبيّهم صلى الله عليه وسلم في كتب كثيرة عرفت باسم كتب الشمائل، وأشهر هذه الكتب هو (الشمائل المحمدية)، للترمذي. حيث ذكر فيه أحاديث كثيرة في وصفه، وكان مما جاء فيه مفرقا:[288]

جسمه صلى الله عليه وسلم: كان فخما مفخمًا[289]، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه[290]. وكان رجلاً مربوعًا، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب[291]، لم يكن يماشي أحدًا من الناس إلا طاله، ولا جلس في مجلس إلا يكون كتفه أعلى من الجالسين. وكان معتدل الخَلق، حسن الجسم، متماسك البدن، أنور المتجرد (ما تجرد من جسده).

لونه: كان أزهر اللون[289]، ليس بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص)، ولا بالآدم (الأسمر).[292].

رأسه وشعره صلى الله عليه وسلم: كان ضخم الرأس، عظيم الهامة. كان شديد سواد الشعر[291] ولم يكن شعره بالجعد القَطَط (شديد الجعودة) ولا بالسَّبِط (المرسل)، كان جعدًا رِجلا (فيه تثن قليل)[290]. وكان شعره يصل إلى أنصاف أذنيه حينًا ويرسله أحيانًا فيصل إلى شَحمَة أُذُنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق. ولم يحلق رأسه بالكلية في سنوات الهجرة إلا عام الحديبية، ثم عام عمرة القضاء، ثم عام حجة الوداع. كان يرسل شعره، ثم ترك ذلك وصار يفرقه من وسط الرأس. توفي وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء[292].

عنقه صلى الله عليه وسلم: كانت عنقه كأنها جيد دُمية في صفاء الفضة.

ذراعاه ويداه صلى الله عليه وسلم: كان طويل الزندين (الذراعين) أشعرهما (كثيرا الشعر)، رحب الراحة (الكف) شثن الكفين والقدمين (غليظ الأصابع)[290]، سائل الأطراف (أصابعه طويلة ليست بمنعقدة).

إبطاه صلى الله عليه وسلم: كان أبيض الإبطين، وهي من علامات النبوة.

منكباه وصدره وبطنه صلى الله عليه وسلم: كان منكباه واسعين، كثيري الشعر، وكذا أعالي الصدر. وكان عاري الثديين والبطن. سواء البطن والصدر، عريض الصدر. طويل المسربة موصول ما بين اللبة (النقرة التي فوق الصدر) والسرة بشعر يجري كالخيط.

مفاصله صلى الله عليه وسلم: كان ضخم الكراديس (المفاصل).

خاتم النبوة: غُدّة حمراء مثل بيضة الحمامة[293]، أو مثل الهلال، فيها شعرات مجتمعات كانت بين كتفيه. وهي من علامات النبوة.

وجهه صلى الله عليه وسلم: كان أسيل الوجه (المستوي) سهل الخدين[291] ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة.

جبينه صلى الله عليه وسلم: كان واسع الجبين[289]. (ممتد الجبين طولاً وعرضًا) مستويًا.

حاجباه صلى الله عليه وسلم: كان حاجباه قويين مقوَّسين، متّصلين اتصالاً خفيفًا، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافرًا وذلك بسبب غبار السفر. بينهما عرق يدرّه الغضب.

عيناه صلى الله عليه وسلم: كان أشكل (طويل شِق العينين)[294] أدعج (شديد سواد العينين)[290] في بياضها حمرة (عروق حمر رقاق) وهي من دلائل نبوته. وكانت عيناه واسعتين جميلتين. ذات أهداب طويلة (الرموش) كثيرة حتى تكاد تلتبس من كثرتها. إذا نظر إليه الشخص قال أكحل العينين وهو ليس بأكحل[295]

أنفه صلى الله عليه وسلم: يحسبه من لم يتأمله أشم ولم يكن أشم (الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع اسـتواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا)، وكان مستقيمًا، أقنى (طويلاً في وسطه بعض ارتفاع)، مع دقة أرنبته (هي ما لان من الأنف).

فمه وأسنانه صلى الله عليه وسلم: كان ضليع الفم (واسع)[294]، أحسن الناس شفتين وألطفهم ختم فم. أشنب (في أسنانه رقة وتحدد) مفلج الأسنان (متفرق الأسنان) إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه.

لحيته صلى الله عليه وسلم: كان حسن اللحية، كثّ اللحية (كثير منابت الشعر)، وكانت عنفقته (هي الشعر الذي يظهر تحت الشفة السفلى وفوق الذقن) بارزة وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يصل اللحية.

قدماه صلى الله عليه وسلم: كان ضخم القدمين‏، يطأ الأرض بقدمه كلها ليس لها أخمص[291] (الجزء المرتفع عن الأرض من القدم)، وكان منهوس العقبين (قليل لحم العَقِب)[294].