إنا كفيناك المستهزئين «يامحمد»
علق الباحث الدكتور زغلول النجار على الآية الكريمة التي خاطب المولى سبحانه وتعالى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كفيناك المستهزئين (الحجر 95). بأن هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم سورة (الحجر) وهي سورة مكية وآياتها تسع وتسعون (99) بعد البسملة، وقد سميت بهذا الاسم لورود الاشارة فيها الى اصحاب الحجر وهم قوم نبي الله صالح ـ عليه السلام ـ في الآيات (80 ـ 84) من هذه السورة المباركة .
علما بأن سورة الحجر جاء فيها من ركائز العقيدة والاشارات الكونية ونركز هنا على وعد الله تعالى بالدفاع عن خاتم انبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم بقوله العزيز: (إنا كفيناك المستهزئين) وان هذا يعتبر من الإعجاز التاريخي والانبائي في الآية الكريمة.
فحماية الله تعالى لرسوله من المستهزئين من كفار العرب جاء واضحا:
أخرج الحافظ البزار رحمه الله عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمزه بعضهم فجاء جبريل أحسبه قال فغمزهم فوقع في اجسادهم كهينة الطعنة فماتوا وفي توضيح ذلك قال محمد بن اسحاق: كان هؤلاء المستهزئون خمسة نفر،وكانوا ذوي مكانة في قومهم، من بني اسد بن عبد العزى (ابو زمعة الاسود بن المطلب)، ومن بني زهرة (الاسود بن عبد يغوث)، ومن بني مخزوم (الوليد ابن المغيرة)، ومن بني سهم (العاص بن وائل)، ومن خزاعة (الحارث بن الطلاطلة) فلما تمادوا في الشر واكثروا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) الاستهزاء انزل الله تعالى قوله العزيز: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، انا كفيناك المستهزئين، الذين يجعلون مع الله الها آخر فسوف يعلمون (الحجر 93 ـ 95).
وهو تهديد شديد ووعيد أكيد من الله تعالى لكل متطاول على مقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن الملاحدة والكفار المشركين.