عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ / 584م )، من بني تغلب. شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات، من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام ونجد. أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة ( سالم الزير ). كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد تغلب، وهو فتىً وعمّر طويلاً. هو قاتل الملك عمرو بن هند ملك المناذرة.
عمرو بن المنذر ( بن ماء السماء ) ابن امرئ القيس اللخمي من كهلان المعروف باسم عمرو بن هند ملك الحيرة في الجاهلية (توفي تقديرا 45 ق. هـ/578 م). عرف بنسبته إلى أمه هند بنت عمرو بن حجر الكندي آكل المرار. عمة امرئ القيس الشاعر تمييزاً له عن أخيه عمرو الأصغر ابن أمامة. كان شديد وصارم وكان لايبتسم ولا يضحك وقد وصفه الشاعر سويد بن حذّاق بأنه "يعتدي ويجور". بدأ حياته السياسية كرئيس على قبائل معد بمنازلها بنجد في حياة والده يلقب بالمحرّق الثاني، لإحراقه بعض بني تميم في جناية واحد منهم اسمه سويد الدارمي، قتل ابناً (أو أخاً) صغيراً لعمرو. ملك بعد أبيه. واشتهر في وقائع كثيرة مع الروم والغسانيين وأهل اليمامة. وهو صاحب صحيفة المتلمس، وقاتل طرفة بن العبد الشاعر. كان شديد البأس، كثير الفتك، هابته العرب وأطاعته القبائل. وفي أيامه ولد النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. واستمر ملكه خمسة عشر عاماً. وقتله عمرو بن كلثوم الشاعر صاحب المعلقة أنفة وغضباً لأمه في خبر طويل. خلفه أخوه قابوس بن هند.
قصة مقتل عمرو بن هند على يد عمرو بن كلثوم
قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لجلسائه :
هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي. قالوا : لا ما خلا عمرو بن كلثوم فإن امه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب ، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه . ثم بعث عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً.
وقيل كذلك أن أم عمرو بن هند ادعت يوماً أنها أشرف نساء العرب فهي بنت ملوك الحيرة وزوجة ملك وأم ملك فقالت إحدى جليساتها: "ليلى بنت المهلهل أشرف منك فعمها كليب وأبوها المهلهل سادة العرب وزوجها كلثوم بن مالك أفرس العرب وولدها عمرو بن كلثوم سيد قومه" فأجابتها: " لأجعلنها خادمةً لي". ثم طلبت من ابنها عمرو بن هند أن يدعو عمرو بن كلثوم وأمه لزيارتهم فكان ذلك. وأثناءالضيافة حاولت أم الملك أن تنفذ نذرها فأشارت إلى جفنة على الطاولة وقالت " يا ليلى ناوليني تلك الجفنة" فأجابتها: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها" فلما ألحت عليها صرخت: "واذلاه .... يا لتغلب" فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم وكان جالساً مع عمرو بن هند في حجرة مجاورة فقام إلى سيف معلق وقتله به ثم أمر رجاله خارج القصر فقاموا بنهبه.
أشهر شعره معلقته التي مطلعها "ألا هبي بصحنك فأصبحينا"، يقال: إنها في نحو ألف بيت وإنما بقي منها ما حفظه الرواة، وفيها من الفخر والحماسة العجب . وقد اشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة لأن كل ما روي عنه معلقته وأبيات لا تخرج عن موضوعها.
قال في ثمار القلوب: كان يقال: «فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة، وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند ملك المناذرة، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى خارج الحيرة ولم يصب أحد من أصحابه».