لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * * * إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه * * * وإن بناها بشر خاب بانيها
إن قمة سمو الإنسان وعلو مكانته أن ينتقل من نجاح الدنيا إلى نجاح الآخرة .. فنجاح الدنيا هو المحرك لنجاح الأخره قال تعالى :{ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } ..
إن محطة الآخرة هي المحطة الباقية التي لا تزول .. وهي السعادة الحقيقة للإنسان .. عندما يصل الإنسان إلى أصعب لحظة في حياته .. عند كتابة نعيه يلتفت وراءه وينظر أمامه فلا يجد إلا ما قدم لآخرته .. إنها القوة الخفية المحركة لاستمرار نجاح الدنيا إلى الآخرة إن الانشغال بالدنيا والميل إلى الشهوات والتلذذ بالنعيم المؤقت قد يثقل خطوات الإنسان نحو الآخرة .. ويحجب عنه الرؤية والنظر إلى السماء ..
{ يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }
إنه الإستعداد الحقيقي للسباق .. إنه التلذذ بما عند الله من أجر .. إنها السعادة المحفزة لتجاوز نجاح الدنيا إلى النجاح الأبقى وهو نجاح الآخرة .. والسباق بحاجة إلى إقبال وسرعة لتجاوز العقبات , لا يريدنا مثل الظبي الجفول نكثر الإلتفات إلى ملذات الدنيا وننسى الآخرة ( فالظبي أشد سعياً من الكلب ولكنه إذا أحس به إلتفت فيضعف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه) .. فلتمض ولا تلتفت للوراء ..
ولا تلتفت هنا وهناك ولا تتطلع لغير السماء ..
تحياتي لكم