.....االسلام عليكم ورحمة الله وبركاااااته .... وكل عام وانتم بخير ..... اقرا عن صفوة الخلق محمد ابن عبدالله كيف يصوم ياخي الصائم العابد.....
يقول ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ: " كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن الكريم في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن الكريم، والصلاة والذكر والاعتكاف.وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره من الشهور، حتى إنه ليواصل فيه أحياناً؛ يقصر ساعات ليله ونهاره على العبادة، وكان ينهى أصحابه عن الوصول، فيقال له: إنك تواصل، فيقول: " لستُ كهيئتكم، إني أبيت عند ربي يُطعمني ويسقيني ".
والله ـ عز وجل ـ يطعم رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف، ودرر الحكم وفيض أنوار الرسالة، لا بطعام وشراب حقيقة؛ إذ لو كان كذلك لما كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ صائماً. فلما قرّت عينه ـ عليه الصلاة والسلام ـ بمعبوده، وانشرح صدره بمقصوده، وتنعم بالُه بذكر مولاه، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أذكر الذاكرين، وأعبدُ العابدين، جعل شهر رمضان موسماً للعبادة، وزمناً للذكر والتلاوة. ليله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيام يناجي مولاه، ويضرع إلى ربه؛ يسأله العون والسداد والفتح والرشاد، يقرأ السور الطوال، ويطيل الركوع والسجود، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة، جعل من قيامه الليل زاداً وعتاداً، وقوة وطاقة. قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً» (المزمل:1 ـ 2). وقال تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً» (الإسراء:79). وكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يحث على السحور؛ فقد صح عنه أنه قال: " تسحروا؛ فإن في السحور بركة" ؛ لأن وقت السحور مبارك؛ إذ هو في الثلث الأخير من الليل؛ وقت النزول الإلهي، ووقت الاستغفار. قال تعالى: " وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (الذاريات:18)، وقال أيضاً:" والْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" (آل عمران: من الآية17). ثم إن السحور عون على الصيام والعبادة، ثم هو صرف للنعمة في عبادة المنعم ـ سبحانه وتعالى.