الاخبار: السعودية توقفت عن دفع أي مبلغ مالي في لبنان منذ أحداث 7 أيّار
الثلاثاء 02 آب 2011، آخر تحديث 05:33
اشارت صحيفة "الاخبار" الى ان عددا من قادة قوى 14 أذار يعقدون اجتماعات شبه دورية لبحث مستقبل فريقهم السياسي، لافتتة الى ان صقور هذا الفريق يلتقون في محاولات لإيجاد استراتيجيّات جديدة. هم رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، ونادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إضافة إلى محمد شطح، مستشار الحريري، ورئيس اللجنة المركزيّة في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، والنائب نهاد المشنوق، ورئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع، ومنسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار فارس سعيد.
ولفتت الى ان النقاش يتعمّق ويتشعّب، لكنّه لم يصل بعد إلى نتيجة نهائيّة، بل لا يزال البحث قائماً، مشيرة الى ان النقاش يبدأ من قراءة الواقع العربي، حيث الثورات العربيّة حيّدت حلفاء هذا الفريق الاستراتيجيين عن أداء أي دور إقليمي، إمّا بسبب سقوط النظام في حالة مصر، أو بسبب "رُهاب التغيير" في حالة دول مجلس التعاون الخليجي، كما يقول أحد الذين يُشاركون في هذه الاجتماعات؛ "باستثناء دولة الجزيرة"، يُضيف الرجل ذاته مبتسماً. فالإمارات العربيّة المتحدة تتراجع خطوات كثيرة إلى الوراء، وهي لا ترغب في سقوط أي نظامٍ أو حتى انهيار شركة. هو ببساطة الخوف من التغيير. أمّا السعوديّة، وهي الداعم الأوّل والأساسي لفريق 14 آذار، فباتت "خارج أي لعبة إقليميّة"، بحسب وجهة نظر حلفائها في لبنان. "هي إمّا لا تُريد أو إنها لا تقدر".
في هذا السياق، يُشير أحد المشاركين في هذه الاجتماعات إلى أن السعوديّة توقفت عن دفع أي مبلغٍ مالي في لبنان منذ أحداث 7 أيّار 2008. وتشير الصحيفة الى أنه "عندما تُحاجج محدّثك مذكّراً بمئات الملايين من الدولارات التي دُفعت في الانتخابات النيابيّة في صيف عام 2009، لا ينفي دفع هذه الأموال، بل يؤكّد أنها من جيب سعد الحريري".
ومن أسباب تراجع دور السعوديّة، بحسب قوى 14 آذار، المشكلة الداخليّة التي يعيشها النظام، وعجزه عن تغيير الحكومة منذ آذار الماضي عندما اتخذ القرار بالتغيير. إضافةً إلى عدم قدرة هذا النظام على إيجاد آليّة لتداول السلطة بين أحفاد مؤسس المملكة الوهّابيّة؛ إذ إن أصغر إخوة الملك (المرشحين لخلافته) يبلغ 87 عاماً من عمره. والملك يُعاني وضعاً صُحيّاً معقّداً، "وقد بُني قصر-مستشفى له في المغرب، ليذهب إليه بعد عودته من رحلته العلاجيّة المقبلة إلى الولايات المتحدة الأميركيّة". أمّا ولي العهد، الأمير سلطان، فإنه دخل في غيبوبة وخرج منها منذ فترة. لكنه، منذ زمنٍ غير قليل، غير قادر على الإتيان بأي نشاط يُذكَر، باستثناء التقاط صور له مع بعض زوار المملكة لأهداف سياسية لا أكثر. أمّا الحليف الأساسي الآخر لقادة ثورة الأرز، أي الولايات المتحدة الأميركية، فهو مشغول بمشكلاته الداخلية والخارجية، بدءاً من أزمة الديون، وصولاً إلى أفغانستان، وبينهما ترتيب البقاء في العراق أو الانسحاب منه.
أما بالنسبة لاوروبا، فلفتت الصحيفة الى ان قادة 14 آذار يعرفون أن أملهم الوحيد بات في فرنسا وبريطانيا، بعد تقدّمهما لاستعادة موقعيهما في المنطقة العربيّة في ظلّ التراجع الأميركي. لكنّهم يُدركون أن هذه الدول تُعاني أزمات أيضاً، أبرزها التخبّط في ليبيا. أمّا تركيا، في رأي بعض المسؤولين في قوى 14 آذار، فلم تستطع إمبراطوريّتها الصاعدة أن تجد طريقة تفاهم مع السعوديّة ومصر للولوج عبرهما إلى القضايا العربية، "أمّا المدخل السوري الذي كان معتمداً فلم يعد صالحاً".
لذلك، فإن هذا الفريق، يدرس اليوم كلّ الأوراق التي يملكها، وكيف يُمكن التصرّف فيها. وإحدى هذه الأوراق هي توقيت عودة سعد الحريري واستخدامه في عمليّة شدّ العصب وتوحيد الجمهور؛ لأن الحريري هو من الأسلحة الثقيلة جداً. وعند الحديث عن الحريري، تقفز أزمته الماليّة وحدها إلى النقاش. يُقلّل مَن في 14 آذار مِن أهميّتها؛ لأنها باختصار أزمة سيولة برأيهم، هي عبارة عن "ملياري دولار دين مقابل أملاك آل الحريري التي تصل إلى ما يُقارب 14 مليار دولار. وبالتالي، الحريري قادر على إدارة أزمته، والشركة الأكبر في مؤسسات الحريري، أي سعودي أوجيه، لديها مشاريع بعشرات مليارات الريالات السعوديّة".
أمّا في ما يخصّ خسائر فريق 8 آذار وأزمته، فيقول الآذاريّون إن خصومهم يُعانون أزمات أكثر قسوة من الأزمات التي يعيشونها هم. تبدأ "هذه الكوارث من سوريا، حيث يُواجه النظام ثورة لا يبدو أن أحداً يعرف كيف ستتجه الأمور فيها". لكنّ ذلك ينعكس حكماً بنحو سلبي على فريق 8 آذار