((ان يد الله مع الجماااااعه ))
التفرق والنزاع داء عظيم، وشر مستطير، يفتك بالأمم، ويأتي على الأمة العظيمة فيفرق صفوفها، ويشتت شملها، ويفشل جهودها، ثم يجعلها هباء منثورا، كأن لم تكن
مجتمعة بالأمس، ويمر بأعظم الأمم وأقواها، فيجعلها من أضعف الأمم وأهونها.
قال ابن عباس رضي الله عنه لسماك الحنفي:" يا حنفي، الجماعة! الجماعة!، هلكت الأمم الخالية لتفرقها، أما سمعت الله تعالى يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ
تَفَرَّقُواْ }" .
.
فحتى أمة الإسلام، لم تنج من هذا المرض، إذ أتاها وهي عزيزة الجانب، منيعة الأسوار، شامخة الأنوف، فجعلها في حال من الضعف والذل لا تغبط عليه، ولهذا كان التفرق
أوسع شرا، وأعظم ضررا من تعاطي الفجور، وشرب الخمور.
وصدق من قال:" إذا كانت الخمر أم الخبائث، فإن التفرق أبو الرزايا والبلايا والمصائب".
.
.
فالحذر الحذر من الافتراق والشقاق، والكرة والبغضاء,فان يد الله مع الجماااعة.
فقد اشتغل الناس بكثير مما هو عرض، وغفلوا عن أصل الداء والمرض، فتداعت الأمم علينا من كل حدب وصوب، فحل الذل والهوان، والله المستعان.
فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب" .
وعليه فداء التفرق والاختلاف سبب رئيس لتسلط الأعداء علينا، وذلك لما ينتج عنه من الفشل وذهاب القوة ..