فـــــتـــنــــة الإعــــــــلام الـــــــــرياضـــــــــــــي

" فتنة الإعلام الرياضي "

بالضبط ما يحصل الآن قبل وبعد مباراتي الجزائر ومصر في القاهرة وأم درمان من إشعال نار الحرب

الكلامية على صفحات الصحف والشبكة العنكبوتية ؛ والتي إنتقلت من الكلام وتأجيج العواطف والشحن

الغوغائي بين الجمهورين والشعبين إلى القتال في الشارع والبيت والفندق والملعب ؛ كل هذا ما كان ليحدث

بين شعبين عظيمين تربطهما صلات الدين واللغة والدم والمصير ، لولا تدخل بعض الأقلام المتعصبة

والمنظّرين الفضائيين ، والتي أشعلت نار الحقد والكراهية في تنافس رياضي .. كنا نعتقد بأن الرياضة

تصلح ما تفسده السياسة ؛ ولكن ما حدث هو العكس تمامًا فالرياضة أفسدت كل ما كان يربط الشعبين من

صلات أخلاقية وثقافية ووشائج دم وقربى ؛ فمسؤولية القلم والكلمة أصبحت عامل إثارة وتهييج نعرات

وتجييش عواطف ؛ فبدلاً من توعية جمهور البلدين وحثهم على الأخوّة والتحلي بالأخلاق الرياضية ونشر

ثقافة تقبّل الفوز والخسارة ؛ فإذا بنا نقرأ ونشاهد حملات التسعير وشحذ الأسنّة والسيوف وإنتقاء عبارات

تصلح لساحات المعارك والأسلحة ، فكأنما كنا نجّهز لحرب ضد عدو وليست مباراة رياضية بين أهل

وأخوان ومعروفة سلفًا نتائجها الإيجابية والسلبية ...

فالإعلام الرياضي هو من أشعل النيران وأيقظ الفتنة بين البلدين والشعبين لوجود أقلام لم تعِ مفهوم الرياضة

ولم تعرف قيمة الكلمة التي يكتبونها أو ينطقون بها ؛ فالطامة الكبرى دخل على الطريق سياسيون وفنانون

وراقصون وراقصات ورجال مال ورجال دين وحتى من لا يفهم ألف باء الرياضة ؛ فالأغلب صب الزيت

على النار بدلاً من التهدئة والخروج من الأزمة المفتعلة بأقل الخسائر ووأد الفتنة في مهدها وإيجاد حلولاً لكل

القضايا العالقة قبل إستفحالها ، والتي تسببت فيها أقلام متخلفة ورجعية ورخيصة الثمن بإدعّاء الوطنية

الجوفاء والدفاع عن علم البلد ... يالها من سخرية يتشبث بها العابثون بالوطنية وبعدها يرمون باللأئمة على

مشجب المؤامرة ونعيب غيرنا والعيب فينا ......