[align=center]نعم ....
سمعت صوت الرجل يهمس لزوجته ( ام ذلك الصبي )
ويقول لها :: يامره شوفي لنا شي نقدمه للرجل .لا تفشلينا .
وكانت تقول : لا يوجد شئ ... سوي ما تبقي من تمر ولبن .
فقال الرجل : هاتيه يا مره هذا ضيف الرحمن .
قالها بصوتٍ كأنه البركان .... لم أرى جزم وعزم فى حياتي ...
كالذي وجدته فى صوته ...
آه .. ضيف الرحمن ....
لا يعلم بنيتي الخبيثه .... آه .. لو يعلم .
ضيف الرحمن .. بل ضيف الشيطان ...
نعم ... الشيطان الذي رسم لى كل شي ...
وما هي الإ دقائق ... واذا بالرجل أمامي ..
ومعه ما تبقى لهم من طعام ...
سبحان الله ...
ترك نفسه .. وزوجته .. وولده ..
ليطعمني ...
وأنا من أنا.... أنا سارق .
لم أرى في حياتي أجمل مما قام به الرجل ....
ولم أرى في حياتي أقبح مما عزمت عليه ....
قدم لي الطعام ... وهو كل ما تبفى لهم ..
عدد قليل من التميرات .... ولبن بالكاد يشبع ..
طفل ... ومرآه ... ورجل ...
وقطعت خبز من شعير ... قد رسمت الأيام على ملامحها الخشوته ..
فهى يابسه .. وجافه .. كالأيام ؟؟؟؟
قطعة خبز من شعير ... كل ما تبقى .. لهم .
وكأنني أحسست بمدي معزت ذلك البعير ..
بما تبقى لهم من طعام ...
صبروا على خبز من شعير ... للمحافظه على حياة البعير .
سبحان الله ...
كدت اضعف بل كدت أتراجع عن ما كنت عازم عليه ....
ولكن ..... تذكرت .
صوت زوجتي ... وهي تناديني ... يا الذيب .
ذلك المخلوق القبيح .. الذي جعل كل مبادئي قبيحه ...
كأسمه .....
وهممت بالأكل .... والكل يراقب ... وكأنهم يتلذذون بأكلي ..
بل أحسست بصدق ... كأنهم يأكلون بأكلي .
(((( ما أجمل إكرام الضيف لديهم ))))
(((( وما اقبح أعمالي لدي ))))
أكلت ... ما تبقى لهم من طعام ..
ولم أجد أشره من نفسي في الأكل .
وشراهت الأيام معي فى تلذذها بجوعي .
أكلت ولم أبقى لهم شئ ...
وكأنني سمعت الصبي يقول لأبيه :
ابي ماذا نصنع غدا ...
وهو يرد عليه بثقة المؤمن بربه :
لا تخف يا ابني : الله ما يضيع عبده ..والأرزاق مكفوله .
سبحان الله ......
وبعد أن أنتهيت من طعامي ... بل ما تبقى من طعامهم ..
سألني الرجل : شسمك يا ضيف الرحمن .
فصمت بره وكنت فى حيره من أمري ....
بماذا أجيب ......
ماذا سأقول له .....
عن أسمي : الذيب الذي يريد قتلك وسرقت بعيرك .
أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
فقلت له بصوتي المهزوز ....
أسمي : طارق .
وكأنني أردت أنا أقول له ....
أسمي : سارق .
ولكن لم أستطع .... فالحياة كانت معنا قاسيه .
وقال من أي بلد أنت ؟
فحترت بما سأجيبه ...
أأقول من : نجد بلد المجد .
وأنا من أنا ... أنا سارق .
فقلت من : العراق .
وكأنني أردت أن أقول له : من بلد النفاق .
فلم أجد أنفق من كلامي ... وأقبح من أعمالي .
وللحديث بقيه .
((( العذر والسموحه ))))[/align]
.