إخوتي الكرام قرأت اليوم هذا الموضوع المفيد والتوعوي
وأحببت أن أنقله لكم هنا فعسى أن تكون فيه الفائدة للجميع
الحوار بين الأفراد من أكثر الأشياء متعة و رقياً لأنه يؤدي إلى نتائج جيدة و مثمرة تنمّي من طريقة تفكير الإنسان وطرحهو توسع من آفاقه وتعرفه على الآخرين .
لكن الحوار يصبح غير ذي جدوى عندما تتحاور مع الجهلاء أو السفهاء . فيجدر بك حينها أن تتوقف نهائياً عن مناقشة السفيه والجاهل و مجادلته لأنك سوف تتساوى معه في المنزلة لو أنت فعلت ذلك .
من هو السفيه؟
السفيه : هو الجاهل المغفل الذي يسيء التصرف دوماً و لا يحكّم عقله في الحديث بل يستخدم عصبيته و تطرفه لإدارة أي نقاش .
و يلجأ دوماً إلى الغمز واللمز ويخطِّيء غيره و يبدي صحة وجهة نظره دون الآخرين ؛ لأنه يعتقد أنه الأكثر علماً
و نباهة و غيره أقل معرفة و ذكاء .
يختار الطرق السلبية في الحوار ولا يشعر باخطائه و لا يعترف بها ، تراه يلعن و يسب دون أن ينتبه الى أن تصرفاته هذه تؤثر على الآخرين .
وباختصار هو السلبي دائماً و لا يعجبه الآخرين بسهولة وإن كانوا في قمة المثالية .
يدخل السفيه معك في الحوار لا ليتناقش معك بموضوعية و حياد واحترام وإنما ليقلل دوماً من آرائك و نظرتك للحياة و يجعل منك قمة في السلبية.
المدهش في الأمر أن السفيه لا ينتبه لما يفعل و يعتقد بأنه الأصح تماماً من بين الآخرين .
بين العقلاء و النبهاء أنفسهم لا يوجد إنسان ذو رأي صائب تماماً وهذا ما يجب على السفيه أن يفهمه و لكن السفيه للأسف لا يسعى للفهم بقدر ما يسعى للشقاق و العداوة .
يكون السفيه : أبله ، ساذج ، مغفل
لذلك علينا أن نعذره لأنه لا يعلم الكثير وإن تظاهر بالعلم والمعرفة . علينا أيضاً أن نحاول تعليمه لا مناقشته في تفاهاته
إذ يقول تعالى في كتابه الكريم:
( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )
و في هذه الكلمات المباركة خير دليل على أهمية الابتعاد عن محاورة الجاهلين من الناس والسفهاء منهم .
يقول الشاعر :
اذا نطق الســـفيه فلا تجبـه ::::: فخير من اجابته الســـــكوت
سكت عن السفيه فظن اني ::::: عييت عن الجواب وما عييت
عندما يتفوه السفيه بكلمات غير سليمة تغضبك و تثيرك عليك ألاَّ تتجاوب معه حتى لا تشعره بأهمية ما يقول من سخافات.
لكن سكوتك هذا قد يشعره بأنك لا تستطيع الرد عليه لعجزك أو نقص في قُدْرتك .
ورغم ذلك يبقى السكوت أفضل من الرد عليه لأنه الحل الأمثل للتعامل مع الجهلاء والسفهاء .
يقول الشاعر:
واذا أمن الجُهّال جهلك مرةً :::::::: فعرضك للجهال غَنْمٌ من الغُنْم
و إنْ أنت نازيت السفيه اذا نزا ::::: فأنت سفيه مثله غير ذي حلم
ولا تتعرضـن للســفيه وداره ::::::: بمنزلة بين العداوة والســلم
فيخشاك تاراتِ ويرجوك مرةً :::::: وتأخد فيما بين ذلك بالحزم
وقال آخر :
أعـرض عن الـجاهل السـفـيـه ::::: فـكـل مـا قـال فـهـو فـيـه
مـا ضـر بـحـر الـفـرات يـومـاً ::::: إن خاض بعض الكلاب فيه
وقال أبو الأسود الدؤلي :
أترك مجاورة السفيه فإنها ::::::::: ندم وعبء بعد ذاك وخيم
إذا جَرَيْتَ مع السفيه كما جرى ::::: فكلاكما في جريه مذموم
وإذا عَتَبْتَ على السفيه و لمته ::::: في مثل ما يأتي فأنت ظلوم
وقال الشافعي أيضاً :
يخاطبني السفيه بكل قبح ::::: فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد ســـفاهة فأزيد حلماً ::::: كعود زاده الإحراق طيباً
نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين والسفهاء