مَرَّت سَنة.. على نِظام ساهِر!

مَرَّت سَنة.. على نِظام ساهِر!
بعد مرور سنةٍ كاملةً على تطبيق نظام "ساهر"، يمكن طرح أسئلة، منها: ما الذي تغير؟ ما الذي استجد؟ هل توقفت الفوضى المرورية في شوارعنا؟ هل اتعظ مُحبو السرعة من هذا النظام؟ وهل هو نِظام جِباية أم هو نِظام توعوي بالمقام الأول؟! وهل يجب أن يكثف ساهر كاميراته في الطرق السريعة، أم أن تكثيف كاميراته في الأحياء هي الأجدى؟!

أسئلة كثيرة تدور في ذهني، وفي ذهن الكثير عن نظام ساهر بعد مرور عامٍ كاملٍ على تطبيقه، دون أن نجد أي بوادر عاجلة من الجهات المسؤولة عنه حتى الآن في تفادي أي قصور وملاحظات صاحبت تطبيقه!

منذ انطلاقة نظام ساهر واجه انتقادات واسعة سواءً في الاستعجال في تطبيقه أو في آلية تطبيقه، ولم تحظ بالقبول لدى شريحة كبيرة من المواطنين، ومن أبرز مُنتقديه مؤخراً الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي السابق، والشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي والداعية المعروف، حيث وصفا نظام ساهر بأنه نظام جِباية، كما هو الواقع، ولم يُحقق القصد من تطبيقه، سيما وأن تطبيقه ركز فيما ركز على الأحياء والحواري، والذي كان يجب أن يكثف من تواجده على الطرق السريعة وعند إشارات المرور!

وعلى ذلك نتمنى من الإدارة العامة للمرور بصفتها الجِهة المسؤولة عن تطبيق نظام ساهر أن تعيد النظر في تطبيقه، فإما أن يُلغى ويؤتى بنظام بديل له تكون معالمه وشروطه واضحة للجميع، وأن يكون هدفه توعوياً بالمقام الأول، وأن يبتعد كل البُعد عن الربح المادي، ذلك أن الأنظمة المُفترض منها أن تكون توعوية، لا أن تكون مادية، أو أن يتم تطويره وتحديثه بما يتلاءم مع الملاحظات والاقتراحات التي طرحها عدد من المختصين والمواطنين وكتاب الرأي في الصحف السعودية، كما أننا نتمنى ألا يُقال لنا إن هذا نظام وضع لكم فيجب أن تتقيدوا به، ولأن هذا عمل بشري، وبما أنه كذلك فهو قد يكون مُجانباً للصواب في كثيرٍ منه؛ فعندها من حق الناس انتقاده، وبيان أوجه الخلل التي تعتريه!

وخِتاماً.. نريد نِظاماً صارماً لحفظ الفوضى المرورية التي نعيشها في شوارع مدن بلادنا، خالياً من الأخطاء وخالياً من "التدبيلات" وخالياً من الاستغلال، وخالياً من الشره في حصد المزيد من الدراهم.. باختصار نريد نِظاماً خالياً من الدسم، وبالمقابل نريد نظاماً مزوداً بالتوعية ومزوداً بالمرونة ومزوداً بالشفافية، والله الموفق لكل خيرٍ.. سبحانه.

منقول

ماجد الحربي
كاتب صحفي