نعم صدقت والله ...ياأخي جمعه لا تُغضب احداً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !! وبارك الله فيك على طرح هذه القصة لماتحتويه من احداث تؤثر في النفوس ولنأخذ منها العبرة والعظة
وقد امرنا بذلك رسولنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أوَلاَ أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))[4].
وأراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يبين لأصحابه فضل محبة المسلمين، وعدم إضمار شيء لهم، وسلامة الصدر تجاههم، فبينما هو جالسٌ مع أصحابه ذات مرة، إذ قال - صلى الله عليه وسلم - لهم: ((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة))؛ فطلع رجلٌ من الأنصار، يتساقط ماء الوضوء من لحيته، وقد علَّق نعليه في شماله، فلما كان من الغد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة))؛ فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما كان من الغد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة))؛ فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال لذلك الرجل: إني خاصمت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاث ليالٍ، فإن رأيتَ أن تؤويني إليك حتى تحلَّ يميني فعلت، فقال: نعم؛ فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ليلة - أو ثلاث ليالٍ - فلم يره يقوم من الليل بشيء، غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبَّر حتى يقوم لصلاة الفجر، فيسبغ الوضوء، قال عبد الله: غير أني لا أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث ليال كدتُ أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب هجرة، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: ((يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة))؛ فطلعت أنت تلك الثلاث مرات، فأردتُ آوي إليك، فأنظر عملك، فلم أركَ تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت. فانصرفتُ عنه، فلمَّا ولَّيْتُ دعاني؛ فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي غِلاًّ لأحدٍ من المسلمين، ولا أحسده على خير أعطاه الله إيَّاه. قال عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق [6].
إن الذي بلغ بهذا الرجل تلك المنزلة هو سلامة الصدر لإخوانه المسلمين، ينام وليس في قلبه غشٌّ ولا حسد ولا بغضاء لأحد، وهذا ليس بالأمر اليسير؛ ولذلك قال عبد الله بن عمرو: "هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق".
اشكرك اخي جمعه البناقي على طرحك وانتقاءك