ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب
ومن لا يتعلم صعود الجبال يعش أبدا الدهر بين الحفر
شتان بين صعود الجبال كالنسور تحلق عاليا وبين من يقضي سنوات عمره متنقلا بين الحفر(.....)،
فطريق العليا ليس بالسهل بل يتخلله كثير من المخاطر والصعاب ،
فتلك الهمة هي من تقاوم تلك الصعاب وتقلص المخاطر وتتخطاها بإرادة قوية لتبلغ مبتغاها .
وقال شوقي :
الطير يطير بجناحيه والمرء يطير بهمته
نعم فالهمة من تدفعنا الى الفضائل وعلو الامور، فكما جناح الطير تساعده على التحليق عاليا فهمة المرء هي من تسمو به الى الرفعه والعلو ،،،
وقال أبي الطيب :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغاره
وتصغر في عين العظيم العظائم
الهمة والطموح صفات محموده ، يعشقهليا الرجال الأقوياء ، يستمد الرجل تلك الصفات من مايحيط به من واقع البيئة والمجتمع ،
فالرجل بهمته وطموحه ينقل نفسه ومن حوله الى العلا،،،
****************************
فالمقابل نرى أن خلاف مانسمو اليه من صعود الجبال تلك الصفة الغير مرغوبة في التنقل بين الحفر وقضاء الوقت
وفق مايحيط بالمرء من تقلبات أسيرا لتلك الظروف القاهرة راضيا بما يمليه أصحاب تلك الحفر ،،،،،
وكما قال الشاعر :
ومن طلب العلا من غير كدّ
أضاع العمر في طلب المحال
وكقول الشاعر :
إذا ما الفتى لم يبغ إلا لباسه
ومطعمه فالخير منه بعيد
وقال أبو نواس :
إنما العيش سماع ومـدام ونـدام
فإذا فاتك هذا فعلى الدنياالسلام
ولنا في حكاية النسر لعبرة
يُحكى أن نسراً كان يعيش في إحدى الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار ، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض ، فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج ، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس ، وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج ، شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور ، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج .
***********************
ولاتكون الهمة الا بالتحلي بالمكارم والاخلاق الحميدة وبالاقدام على طلب العلم والمعرفة ،، بها نسمو بأنفسنا وبأهلنا وبهمتنا نرفع شأننا ومكانتنا ،،
وبالهمة نعيش ونضع لنا موضع قدم على مر الدهر ،،،وبهمتنا نقدم على الخير
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (من هم بحسنه ولم يعملها، كتبها الله عنده حسنةً كاملة)
وقال الشاعر:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
نسأل الله بأن بأن نكون من تبقى مكارمنا حتى في مماتنا وأن نقدم بهمتنا الخير والسمو لنا ولأهلنا ولجميع أمة الاسلام ،،،،
ودمتم بألف خير
أخوكم / السيف