[ 8 ]
لقد تنازل
الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ
لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ وسالمه،
في وقت كان يجتمع عنده من الأنصار والجيوش
ما يمكنه من مواصلة القتال.
وفي المقابل خرج أخوه الحسين ـ رضي الله عنه ـ
على يزيد في قلة من أصحابه،
في وقت كان يمكنه فيه
الموادعة والمسالمة.
فلا يخلو أن يكون أحدهما على حق،
والآخر على باطل؛
لأنه إن كان تنازل الحسن مع تمكنه من الحرب (حقاً)
كان خروج الحسين مجرداً من القوة مع تمكنه من المسالمة (باطلاً)،
وإن كان خروج الحسين مع ضعفه (حقاً)
كان تنازل الحسن مع ( قوته)باطلاً!
وهذا يضع الشيعة في موقف لا يحسدون عليه؛
لأنهم إن قالوا : إنهما جميعا على حق،
جمعوا بين النقيضين، وهذا القول يهدم أصولهم.
وإن قالوا ببطلان فعل الحسن
لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته،
وبطلان إمامته يبطل إمامة أبيه وعصمته؛
لأنه أوصى إليه،
والإمام المعصوم لا يوصي إلا إلى إمام معصوم مثله
حسب مذهبهم.
وإن قالوا ببطلان فعل الحسين
لزمهم أن يقولوا ببطلان إمامته وعصمته،
وبطلان إمامته وعصمته
يبطل إمامة وعصمة جميع أبنائه وذريته؛
لأنه أصل إمامتهم وعن طريقه تسلسلت الإمامة،
وإذا بطل الأصل بطل ما يتفرع عنه!
( حاول بعض الشيعة التهرب من هذا الإلزام
بالتفريق بين الخلافة والإمارة !
أي أن التنازل كان عن الأول لا الثاني ،
وهذا هروبٌ يضحك منه العقلاء ) .
[ 9 ]
ذكر الكليني في كتابه الكافي([1]) :
«حدثنا عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَاعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَحْمَدَبْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِاللَّهِ ( عليه السلام )
فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَاهُنَا أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي،
قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّه)(عليه السلام ) سِتْراً بَيْنَهُ وبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِيهِ
ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ،
قَالَ : قلْتُ :جُعِلْتُ فداك ..... ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً
ثُمَّ قَالَ : وإِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فاطمة ( عليها السلام )
ومَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فاطمة ( عليها السلام )،
قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فاطمة ( عليها السلام )؟
قَالَ :مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
واللَّهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ،
قَالَ: قُلْتُ :هَذَا واللَّهِ الْعِلْمُ،
قَالَ :إِنَّهُ لَعِلْمٌ ومَاهُوَ بِذَاكَ». انتهى.
فهل كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
يعرف مصحف فاطمة ؟!
إن كان لا يعرفه،
فكيف عرفه آل البيت من دونه وهو رسول الله؟!
وإن كان يعرفه فلماذا أخفاه عن الأمة؟!
والله يقول:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ
وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾
ـ[المائدة:67-77].
===================
([1]) انظر: «أصول الكافي» للكليني (1/239).
[ 10 ]
في الجزء الأول من كتاب الكافي للكليني
أسماء الرجال الذين نقلوا للشيعة أحاديث
الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
ونقلوا أقوال أهل البيت، ومنها الأسماء التالية:
مُفَضَّلِ بْنِ عُمَر،
أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ،
عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ،
عُمَرَ ابْنِ أُذَيْنَةَ،
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
ابْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ،
عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ،
مُوسَى بْنِ عُمَرَ،
الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ
والجامع بين هذه الأسماء هو اسم عمر!
سواء كان اسم الراوي أو اسم أبيه.
فلماذا تسمى هؤلاء باسم عمر؟