الاستدلال على عقل العاقل بالأفعال والأقوال:
يستدل على عقل العاقل بسكوته وسكونه وخفض بصره وحركاته في أماكنها اللائقة بها ومراقبته للعواقب فلا تستفزه شهوة
عاجلة عقباها ضرر وتراه ينظر في الفضاء فيتخير الأعلى والأحمد عاقبة من مطعم ومشرب وملبس وقول وفعل ويترك ما
يخاف ضرره ويستعد لما يجوز وقوعه.
قال أبو حذيفة أنبئكم:
بعلامة العاقل يتواضع لمن فوقه ولا يزدري من دونه يمسك الفضل من منطقة يخالق الناس بأخلاقهم ويحتجر الإيمان فيما بينه
وبين ربه عز وجل فهو يمشي في الدنيا بالتقية والكتمان.
قال القرشي أن لقمان قال لابنه:
يا بني ما يتم عقل امرئ حتى يكون فيه عشر خصال الكبر منه مأمون والرشد فيه مأمول يصيب من الدنيا القوت وفضل ماله
مبذول، التواضع أحب إليه من الشرف والذل، أحب إليه من العز لا يسام من طلب الفقه طول دهره ولا يتبرم من طلب الحوائج
من قبله يستكثر قليل المعروف من غيرها ويستقل كثير المعروف من نفسه والخصلة العاشرة التي بها مجده وأعلى ذكره
قال الملهب بن أبي صفرة :
يعجبني أن أرى عقل الكريم زائداً على لسانه ولا يعجبني أن أرى لسانه زائداً على عقله.
قال عمرو بن العاص::
ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر،ولكنه الذي يعرف خير الشرين.
قال الشعبي لأصحابه:
لا تقدموا على أمر تخافون أن تقصروا دونه، فإن العاقل يحجزه عن مراتب المتقدمين ما يرى من فضائح الأولين المقصرين،
ولا تعدوا أحداً عدة لا تستطيعون، إنجازها، فإن العاقل يحجزه عن الكذب ما يرى من المذمة في الحلف،
ولا تحدثوا بين الناس من تخافون تكذيبه، فإن العاقل يلزمه الصمت ما يرى من مذمة التكذيب،
ولا تسألوا أحداً من الناس تخافون منعه، فإن العاقل يحجزه عما ناله السائلون ما يرى من الدناءة في الطمع.
قال: الحسن بن أبي الحسن:
لسان العاقل من وراء قلبه فإنَّ عرض له القول نظر فإنَّ كان صواباً قال، وإلا أمسك،
وقال زياد:
ليس العاقل الذي إذا وقع في الأمر احتال له، ولكن العاقل يحتال للأمر حتى لا يقع فيه.
قال أبو حاتم:
العاقل لا يشتغل في طلب العلم إلا وقصدهُ العملُ به؛
قال أبو حاتم:
الواجب على العاقل أن لا يغالب الناس على كلامهم، ولا يعترضَ عليهم فيه؛
قال أعرابي:
استشر عدوك العاقل ولا تستشر صديقك الأحمق، فإن العاقل يتقي على رأيه الزلل كما يتقي الورع على دينه الحرج.
قال أبو سليمان:
أن العاقل إذا خاطب العاقل فهم وإن اختلفت مرتبتاهما في العقل، فإنهما يرجعان إلى سنخ العقل،
قيل: العاقل لا يرجو ما يعنف برجائه، ولا يسأل ما يخاف منعه، ولا يمتهن ما لا يستعين بالقدرة عليه.
قيل :العاقل الفاضل أن يجتنب مجلسه ثلاثة أشياء الدعابة وذكر النساء، والكلام في المطاعم.
قيل :العاقل من يعمل في يومه لغده قبل أن يخرج الأمر من يده.
قيل: العاقل يعامل الإنسان على خليقته ويجاري الزمان على طريقته:
قيل: العاقل يميز الطيب من الخبيث، والحق من الباطل، والهزيل من الجد، ويتحلى بالأحسن، ويتخلى من الأقبح، ولو لم يكن جمهوره معروضاً عليه،
قيل: العاقل لا يرجو ما يعنف برجائه، ولا يسأل ما يخاف منعه، ولا يمتهن ما لا يستعين بالقدرة عليه.
قيل :العاقل من يعمل في يومه لغده قبل أن يخرج الأمر من يده.