يقول : أبو منصور الثعالبي ( 350هــ/429هــ )
في كتابه (ثمار القلوب في المضاف والمنسوب)
في الأســـــــــــــــــــــــــــــــــد
ليث عريسة
من أمثال العرب عن أبي عمرو: هو أشجع من ليث عريسة؛ وأنشد لحمزة بن بيض الحنفي:
ليث عريسةٍ أخو غمراتٍ = دونه في العرين عيص وزأر
ليث عفرين
من أمثالهم: أشجع من ليث عفرين؛ كذا قال أبو عمرو والأصمعي، واختلفا في التفسير؛
فقال أبو عمرو: هو الأسد؛ وقال الأصمعي: هو دويبة كالحرباء تتعرض للراكب وتضرب بذنبها.
وزعم الجاحظ: أنه ضرب من العناكب يصيب الذباب صيد الفهود، وله ست عيون، فإذارأى الذباب لطىء بالأرض؛ وسكن أطرافه، فمتى سكن ووثب لم يخطىء.
قال ابن سمكة: وهو دويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان، تدور دوارةً ثم تندس في جوفها، فإذا هيجت رمت بالتراب صعداً.
ويقال للرجل ابن الخمسين: ليث عفرين، إذا كان كاملاً.
ليث الغاب
يضرب مثلاً للشجاع الذي يهاب وهو في منزله.
وأنشد أبو الفتح البستي لنفسه:
وليس يعدم كناً يستكن به = ومنعة بين أهليه وأصحابه
ومن نأى عنهم قلت مهابته = كالليث يحقر إما غاب عن غابه
جرأة الأسد
يتمثل بها حتى النسوان والصبيان، لأن الأسد سيد السباع، كما أن العقاب سيد الطيور،والفرس سيد الدواب.
كما قال أبو الحسن المدائني: قال نصر بن سيار: كان عظماء الترك يقولون: ينبغي أن يكون في القائد العظيم القيادة عشر خصال من أخلاق الحيوان:
جرأة الأسد، وختل الذئب،وروغان الثعلب، وحملة الخنزير، وصبر الكلب على الجراحة، وتحنن الدجاجة، وسخاءالديك، وحذر الغراب، وحراسة الكركي، وهداية الحمام.
عريسة الأسد
يضرب مثلاً للمكان الرفيع المنيع؛ قال الشاعر:
كمبتغي الصيد في عريسة الأسد
وفي أمثال الصاحب: لم يدر أن عريسة الأسد، ليست من مرابض النقد.
وقال فيها: إن الثعالب لا تجسر على أخياس الأسود، والأرانب لا تحوم حول أغيال الليوث.
زأر الأسد
يضرب مثلاً لوعيد السلطان؛ وهو من قول النابغة للنعمان:
نبئت أن أبا قابوس أوعدني = ولا قرار على زأرٍ من الأسد
وتمثل به عدة من الكبراء منهم الحجاج لما سخط عليه عبد الملك.
خاسىء الأسد
يضرب مثلاً لمن يقدم على الأمر العظيم ويمد يده إلى الرجل الكبير، فيقال: أجرأ من خاسىء الأسد؛ وهكذا قال محمد بن حبيب.
وعن أبي عمرو: أجرأ من خاسىء الأسد، وهو الذي يقول للأسد: اخسأ،
من قوله تعالى: "اخسؤا فيها ولا تكلمون".
راكب الأسد
يضرب مثلاً لمن يهاب وهو يهاب.
قال بعض الحكماء: صاحب السلطان كراكب الأسد، يهابه الناس، وهو لمركبه أهيب.
داء الأسد
هو الحمى لأنها كثيراً ما تعرو الأسد حتى إنه قلما يخلو منها ساعةً؛ قال أبو تمام:
فإن تك قد نالتك أطراف وعكةٍ = فلا عجب أن يوعك الأسد الورد
وقال البحتري:
وما الكلب محموماً وإن طال عمره = ألا إنما الحمى على الأسد الورد
وكتبت إلى عمر بن علي المطوعي رقعةً منها: انصرفت البارحة بقلبٍ مهمومٍ، وجسمٍ محمومٍ، فما الظن بعلة الحسد، قارنتها علة الجسد، وداء الذئب خالطه داء الأسد.
وهذا سجع تطفل على قلمي من غير قصدٍ؛ إذ قد كفاني الله داء الذئب، وسيكفيني داءالأسد بصنعه القريب.
نكهة الأسد
الأسد موصوف بالبخر، وكذلك الصقر؛ قال الشاعر:
قد ولي فارس والأه = واز داود بن بشر
وله لحية تيسٍ = وله منقار نسر
وله نكهة ليثٍ = خالطت نكهة صقر
قال سعيد بن حميد لأبي هفان يوماً: أنا الأسد؛ فقال: ليس فيك من الأسد إلا النكهة.
شره الأسد
تقول العرب في أمثالها: أشره من الأسد؛ وذلك انه يبتلع البضعة العظيمة من غير مضغٍ،
وكذلك الحية؛ لأنهما واثقان بسهولة المدخل وسعة المجرى.
فم الأسد
يضرب مثلاً للشيء الصعب المرام؛ قال الشاعر:
ومن يحاول شيئاً من فم الأسد
برثن الأسد
دخل أبو العميثل على عبد الله بن طاهر، فقبل يده، فقال عبد الله: قد آذت خشونة
شاربك يدي! فقال: كلا أيها الأمير، إن شوك القنفذ لا يضر برثن الأسد.
وفي كتاب المبهج: من تحكك بناب الأسود، وبرثن الأسود، فقد سخنت عينه، وحان حينه.
وثبة الأسد
قال عبد الله بن المعتز للمعتضد:
هنتك أمير المؤمنين سلامة = برغم عدو في الحديد كظيم
وثبت إليه وثبة أسديةً = وصلت به صول الظبا في الريم