السلام عليكم ورحمة الله وبركته
أقدم لكم شاعر من شعراء العصر الجاهلي
وهو:
الشَّنْفَرَى
( ؟ - نحو 70 ق هـ، ؟ - 522م).
اسمه ونسبه
عمرو بن مالك الأزدي الملقب بالشنفرى. شاعر جاهلي من الشعراء الصعاليك المقدمين
ويقال إنه لقب بالشنفرى لغلظة شفتيه
فقد كانت أمه حبشية سوداء. لم يُعرف تاريخ ولادته في العصر الجاهلي، وقيل في نشأته آراء كثيرة.
ولكن هناك شبه إجماع على القول بأنه عاش ونشأ في بطن من بني فهم الذين أسروه وهو طفل. فلما شب عرف قصة أسره، فحلف أن يقتل منهم مائة رجل. وقد اشتهر الشنفرى بأنه من أسرع عدَّائي الصعاليك وأكثرهم جرأة وأشدهم دهاءً ويقال في الأمثال (أعدى من الشنفرى). وقد عاش تارة مع رفيقيه ـ وابن أخته ـ تأبط شرًا وعمرو بن برامة وغيرهما من شعراء الصعاليك، وتارةً أخرى في البراري والجبال، يغزو على قدميه مرة، وعلى فرسه مرة أخرى، ويهاجم الأحياء ويسلبها. مات مقتولاً على يد أحد أفراد القبيلة التي انتقم منها. وتقول الروايات إنه قتل تسعة وتسعين من رجالها قبل أن يتمكنوا منه.
يتقدم الشنفرى سائر الشعراء الصعاليك بقصيدته المطولة المعروفة باسم لامية العرب. وقد نقلت كتب الأدب قصائد ومقطوعات أخرى منسوبة إليه، ولكن لامية العرب تظل هي المتفوقة، ليس من أجل طولها فقط، ولكن من حيث بروز الخصائص الفنية واللغوية والنفسية التي أشهرت الشنفرى وأثارت اهتمام الدارسين به قديمًا وحديثًا. وأغلب الظن أن تسميتها بلامية العرب تتضمن حكمًا فنيًا، فهي في نظر من سماها بذلك أرقى أثر فني عربي جاهلي على حرف اللام وإن كان بعض الدارسين يرى أنّ خلفًا الأحمر قد نحل هذه القصيدة ونسبها إليه.
تبدأ لامية الشنفرى بإعلان الخروج من الحي القبلي باتجاه الصحراء، ثم تتوالى المقاطع لتمثل محاولة دائبة لتكيُّف هذا الصعلوك مع عالم الوحوش في الصحراء التي عاش حياتها عبر تجربة الجوع في مقطوعة الذئب، وتجربة البرد القارس في مقطوعة الغارة الشتوية، وتجربة الحر اللافح في مقطوعة الشعر حتى تصل محاولة التكيُّف إلى قمة تطورها ونموها في المقطع الختامي الذي يظهر فيه الصعلوك في صورة وعل على [poem=font=",6,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
قمة الجبل تدور حوله إناث الوعل. يقول فيها:
أقيموا بني أمي صــــــــــــــدور مَطِيِّكُم = فإنّي إلى قوم سواكم لأَمْيَلُ
فقد حُمَّت الحاجات والليل مُقْمــــــــــرٌ = وشُدْت لطيّاتٍ مطايا وأَرْحُلُ
وفي الأرض منأى للكريم عـــن الأذى = وفيها لمن خاف القِلَى مُتَعَزّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ = سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَــــــــــــلَّسٌ = وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَهـــــــطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ = لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ
وَكُـــــــــــــــــلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي = إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ = بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ[/poem]
ويدور شعره في مجمله حول صراعه مع بني سلامان، وتصعلكه وتشرده وغاراته وبسالته، وتصوير حياة الصعاليك المغامرة.
وتُعد تائيته التي اختارها المفضل الضبي في المفضليات من أرق غزله وأجمله، وفيها يقول:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لقد أعجبتني لاسَقُوطًا قناعُها = إذا ما مشت ولابذاتِ تَلَفُّتِ
تبيت بُعَيْدَ النوم تهدي غَبَوْقَها = لجارتها إذا الهدية قلَّتِ
تَحُلُّ بمَنْجَاةٍ من اللؤم بيتَها = إذا ما بيوتٌ بالمذلَّةِ حُلَّتِ
كأن لها في الأرض نِسِْيًا تَقُصُّه = على أَمِّهَا وإن تُكَلِّمْك تَبْلت [/poem]
وله أيضاً:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها = فَريعَ فُؤادي وَاِشمَأَزَّ وَأَنكَرا
فَخَفَّضتُ جَأشي ثُمَّ قُلتُ حَمامَةٌ = دَعَت ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَنَفَّرا
وَمَقرونَةٍ شِمالُها بِيَمـــينِها = أُجَنَّبُ بَزّي ماؤُها قَد تَقَصَّرا
وَنَعلٍ كَأَشلاءِ السُمانى تَرَكتُها = عَلى جَنبِ مَورٍ كَالنَحيزَةِ أَغبَرا
فَإِن لا تَزُرني حَتَفتي أَو تُلاقِني = أَمَشّي بِدَهوٍ أَو عِدافٍ بَنَوُّرا
أُمَشّي بِأَطرافِ الحَماطِ وَتارَةً = تُنَفَّصُ رِجلي بُسبُطاً فَعَصَنصَرا
أُبَغّي بَني صَعبِ بنِ مُرٍّ بِلادَهُم = وَسَوفَ أُلاقيهِم إِن اللَهُ أَخَّرا
وَيَوماً بِذاتِ الرَسَّ أَو بَطنِ مِنجَلٍ = هُنالِكَ نَبغي القاصِيَ المُتَغَوَّرا [/poem]
وله ايضاً:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
إِذا أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ = وَبيضانِ القُرى لَم تَحذَريني
فَإِمّــــــا أَن تَوَدّينا فَنَرعى = أَمانَتَكُم وَإِمّا أَن تَخوني
سَأُخلِي لِلظَّعينَةِ ما أَرادَت = وَلَستُ بِحارِسٍ لَكِ كُلَّ حينِ
إِذا ما جِئتِ ما أَنهاكِ عَنهُ = وَلَم أُنكِر عَلَيكِ فَطَلِّقيني
فَأَنتِ البَعلُ يَومَئِذٍ فَقومي = بِسَوطِكِ لا أَبا لَكِ فَاِضرِبيني [/poem]
وله ايضاً:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
يا صاحِبَيَّ هَلِ الحِذارُ مُسَلِّمي = أَو هل لِحَتفِ مَنِيَّةٍ مِن مَصرِفِ
إِنِّي لأَعلَمُ أَنَّ حَتفِيَ في التي = أَخشى لَدى الشُّربِ القَليلِ المُنزِفِ [/poem]
تحياتي لكم،،،،،،،،