الشاعر الكبير / فهيد الباطح الجميلي رحمه الله
الله من عينٍ جفا النوم موقها = لا غمّضت كنّ النّويفج يلوفها
يتبيّن لها الزّول القرّيب ويختفي = عسّم نظرها وضيّع البعد شوفها
توجّد على وقتٍ لها حزّت الصبا = على البعد زول الزّايله ما يطوفها
تاثّرت يوم الجماعه تفرّقو = خلْيت قواعدها وراحت صفوفها
ومن بعدها الثنّتين والثّالث العصا = من قلّت جهدها ما تحمّل وقوفها
من عقب ما ناطا على الشّوك والحفا = نركض ونمشي ما شكينا خفوفها
اليوم صار ادنات شيّن يعوقها = تغيّرت عاداتها من ظروفها
باللّي عطانا الله نحمده ونشكره = ايّام وليالي ما تمثّل وصوفها
سبحان من يعلم ما بالقاع والسّماء = اللّي ضمن رزق القوي مع ضعوفها
ننسى لنا ايّامٍ مضت من عمارنا = ونستقبل ايّامٍ ما نعلم كشوفها
سود اللّيالي ما تعلّم بغيبها = الله يكفينا سبايب صدوفها
تضحك لك ايّام وليالي وتنّتهي = ولابد من يومٍ تمنّ معروفها
تنسى زمان الودّ بينك وبينها = وتلقّيك عقب المودّة كتوفها
توصّف على عذرا ضحوكٍ بنابها = لو هي تعاهد لا تصدّق حلوفها
لو هي اتساعف لك سريع انقلابها = مفرّقت الخلّان بيضٍ دفوفها
العمر يمضي بين يومٍ وليله = وهي ما درت بالحايف اللّي يحوفها
تشين في وجهك اليا منّها ادبرت = لا تامن خطرها لمّن الله خوفها
تقول خلّاني كثيرٍ من الملا = الهيهم باشغالٍ يعدّون الوفها
كم غافلٍ تاطاه ما نال مقصده = بغى الشّداد ولا تهيّت ردوفها
وكم عالمٍ يجمع وهو حضّ غيرها = يروحون منّي خالياتٍ كفوفها
الّا باذل الحسنى لمن يستحقّها = يلقاها ويحفظ له مردّ مخلوفها
عند الواحد اللّي ما يضيّع ودايعه = لارواحٍ تخضع لرحمته من ضيوفها
اللّي زرع زرعٍ ترجّى حصايده = يفوز في دار الحساني بنوفها
تقول ذا شغلي على النّاس قبلكم = افتل لكم قيد الصّعب ومعسوفها
ولا يرجع الماضي من الوجد والمنى = لا اقفت بصافي جمّها ومغروفها
واختم كلامي في صلاةٍ على النّبي = عداد ما خط القلم في حروفها