اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الجمعة 1429-09-26هـ الموافق 2008-09-26م العدد 12887 السنة الأربعون
--------------------------------------------------------------------------------
في وهجير
حاول إخفاء قصائده
شنوف بن عبيدالله وتجربة شعرية تستحق الاطلاع
عافت مطر الجميلي
شنوف بن عبيد الله العريفج الجميلي رحمه الله تعالى والمتوفى سنة 1420 هـ واحد من كبار الشعراء الذين يملكون تجربة إبداعية عميقة ومتميزة ، وهو شاعر ملهم علما وقمة لم يحل بينه وبين مطاولة قمم الشعر في الجزيرة العربية سوى ورعه وإخفاء قصائده وعدم اطلاع الآخرين على تجربته الشعرية إلا ما تسرب منها عن طريق أقاربه خصوصاً بعد حفظه للقرآن الكريم كاملا في شبابه ومشاركته مع جيش الملك عبد العزيز صغيرا مصاحباً لوالده الذي سكن هجرة الإرطاوية ولولا ما يمتاز به شعره من الحكمة والجمال وما تحويه قصائده من أبيات سارت مسار الأمثال وأصبح كل من يعرفها يتمثل بها لما حفظ شعره في صدور معاصريه وتناقله الناس. وقصائده بها صور جميلة وتمتاز بسلاسة الأسلوب وبساطة اللغة وسهولة الحفظ كقوله:
قالوا بعيد وقلت تدني المواجـف
البعد تطويه النضا بالأشـدّه
والبعد ما فرق قلوبٍ مواليـف
والقرب ماجمع قلوبٍ مصـدّه
اللي يودك لو تنحّى ورا السيـف
ما جاز دونك لو يذكّر بجـدّه
واللي مصدٍ عنك ما فيه تصريـف
لو هو قريبٍ لك يلقّيك خـدّه
ومن قصيدة يتحدث فيها عن حبه لحياة البادية نقتطف بعض الأبيات :
يازين صوت النجر مع فصلة الليل
في مجلسٍ عن الهيوس محشومي
ودلال تشكي الضيم من زفرة الهيل
وفنجالهن عن الحراق محكومي
ندغث لهن الهيل مبهارهن كـيل
ولاهوب عن عمالهن محزومي
مجدوع عند النار عدله ولا شيل
ولا دوروه ملفلفٍ بالهدومي
عابينهن لأهل الندى والمشاكيل
ايضاً ولاهن مدهلٍ للرخومي
ولابي على خطل الأيادي تنافيل
مير إن نفسي للمراجل تهومي
ولأن شاعرنا بدوي بطبعه فإن أكثر ما يثير مشاعره ويلهب قريحته تنقل البدو (الشديد) وارتحالهم من مكان لآخر خصوصاً وأن معهم محبوبته – التي لا يمكن أن يتركوها قريبة منه - ومما قاله الشاعر في هذا المجال رائعتان .. يقول مطلع الأولى:
طووا بيت خلّي منتوينٍ على المحدار
نووا بالشديد وقربوا له مراحيله
ومنها ايضاً :
أنا أول عذابي يوم دنوا له الخوار
على داربٍ خلّي هله علقوا شيله
وأنا لو صبرت اليوم باكر مانا صبار
ولو غمضت عيني غدا القلب يومي له
بغيت اتسلى والكرى عن عيوني طار
صريح الضماير ساهرات ٍ محاحيله
والثانية مطلعها :
ياليتني ماشفت بيته يطوى
هد الذرى والبيت طويت ركونه
ومنها:
شدوا على اللي يقطعن كل دوا
واخايله لين اظلم الليل دونه
مر ِ تبيـّــن لي ومر ٍ تهوا
اقفى ضعنهم كنهم يطردونه
اقفوا كما قفى من الغرب نوا
حداه شعف ونثر الما مزونه
واعوي كما ذيب على المرح عوا
خلا عليه الجو يزعج لحونه
اعوي عواه وكن بالقلب ضوا
ولياعذلت القلب زادت غبونه
على عشير ٍ ماادري كيف سوا
هو مرجهن والا سهيرة عيونه
ولفه معنيني زمانٍ وتوا
والولف كل يشتكي من غبونه
ونختم ببيت شارد من قصيدة طويلة ينعي بها شاعرنا شبابه وفيه صورة من أروع وأبدع ما قرأت ولا أظن الشاعر قد سبق على تلك الصورة الفريدة وهي وصف الشباب بالظل الذي ما يلبث أن يزول هو:
أنعي الشباب اللي بسرع تحوّل
يا سرع ما عنّا تعدى ظلاله
منشورفي جريدة اليوم على هذالرابط
http://www.alyaum.com/issue/article....7&I=618592&G=1