حجاج "الخمس نجوم".. كماليات غريبة وتكلفة حملاتهم 200 ألف ريال

تشمل "الساونا والجاكوزي" وأحدهم طلب سكاكين وشوكاً من ألمانيا


نادية الفواز – سبق – أبها: عزا مديرو التسويق فيالشركات المتخصصة في حملات الحج ارتفاع الأسعار للغلاء الذي عم كافة مناحي الحياة وإلى الزيادة الملحوظة في تكاليف النقل والغذاء والإقامة، مشيرين إلى أن الاختلاف في الأسعار يعود لمتطلبات الحجاج التي تراوحت ما بين البسيطة والعالية، فيما كشف أحد مديري المبيعات أن هناك طلبات غريبة يتم طلبها من الحجاج "الخمس نجوم"، مثل طلب نوع معين من الأثاث وشكل معين من الغرف، مشيراً إلى أن أحدهم طلب سكاكين وشوكاً من ألمانيا، "كما توفر بعض شركات الحج "ساونا وجاكوزي" للحجاج وخدمات رفاهية، بالإضافة إلى وسائل نقل معينة وبوفيهات وفقاً لرغباتهم.

وأوضح علي الشهري من جامعة الملك خالد بأبها "أن هناك فئات لأسعار الحج هي فئة "ا" تتراوح بين 9000 و9500 ريال للشخص الواحد، وفئة "د" تبدأ من 4 إلى 6آلاف ريال. وهناك فئة "هـ" وتبلغ 7 آلاف ريال شاملة خدمات المخيم والأكل والشرب، مشيراً إلى أن الزيادة سببها زيادة الاشتراطات من وزارة الحج وتأجير المواقع والسيارات ووسائل المواصلات.

وقال "إنه يجب أن تكون هناك مراقبة من وزارة الحج على الأسعار خاصة لمن لا يمتلك هذه المبالغ"، مضيفاً أن العديد من الحجاج التي لم تمكنهم ظروفهم من أداء فريضة الحج يحجون عن طريق الجهات الخيرية التي تبرعت بحج الفقراء.

وبين مدير تسويق ومبيعات إحدى الشركات بجدة أن الشركة تقدم كافة متطلبات الحجاج، وأن حملات الحج المميزة تبدأ من 11 ألف ريال وهي الحملات الجماعية التي تضم أكثر من 18 حاجاً في غرفة واسعة تشتمل على كافة الخدمات.

وأضاف أن هناك حملات خاصة لبعض الحجاج الذين يطلبون غرفاً خاصة أو عائلية وتصل الأسعار فيها إلى نحو 200 ألف ريال، ويتم فيها توفير السكن في أبراج فندقية مميزة وتكون مساحة الغرفة 5*7 مع حمام خاص، كما يتاح للحاج اختيار الأثاث وتصميمه بالشكل الذي يناسبه ويتم منحه فرصة تصميم الأثاث عبر خدمة الأتوكاد، كما يتم تخصيص سيارات خاصة ومواقع مميزة في منى.

وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً على الحجز وأنه قد تم حجز كافة المواقع بنهاية شهر شوال الماضي، موضحاً أن أسعار الحج لهذا العام تراوحت من 5 إلي 8 آلاف ريال.

من جانبه أوضح مدير شركة إحدى الشركات أن حملات الحج تصل إلى 13 ألف ريال وأنه يتم في المقابل تقديم خدمات مميزة للحاج ومواقع نظيفة وغرف ووجبات وحمامات متميزة وخيام واسعة ومريحة، مرجعاً ارتفاع الأسعار إلى غلاء الأسعار الذي شمل كافة مناحي الحياة من تغذية وعمال وتطبيق اشتراطات وزارة الحج التي تحتاج إلي مصداقية وتوفير كافة الشروط.

وفي حوار لـ "سبق" مع مستشار وزير الحج السابق الدكتور أبو بكر باقادر، قال إن للحج مقاصد كبيرة تدخل في عالم مقدس، متسائلاً عن سبب ترك هذه المقاصد للأمور الدنيوية، مضيفاً "نحن نعلم أن الحج يختص بالتواضع والمساواة والقرب من الله ودخول الناس في تجربة تسليع هذه الفريضة وإعادة تقييم هذه الفريضة؛ لتكون تجارة تخرجها من العالم المقدس إلى العالم غير المقدس".

كما أضاف: "نحن نعلم أن الأفضل في الحج هو الزهد والتقشف والابتعاد عن الأمور المادية، وأن يتجرد الإنسان لله عز وجل وألا يجعل قيمة لهذه المترفات؛ فهل يمكن أن نتصور أن تتسبب هذه الشكليات في قرب العبد أكثر من الله طالما أنه لم يحقق الهدف من هذه الشعيرة، وما أكده ديننا الحنيف وهو مبدأ المساواة".

وانتقد باقادر ظاهرة الترف في الحج، مبيناً أن هدف الحج في البساطة، وأن طاعة الله لا تعني البذخ؛ فالناس يجب أن يأتوا للحج متجردين من مناصبهم ومادياتهم لله عز وجل؛ "فما الفائدة من هذه الشعيرة إذا تميز الحاج الغني عن الفقير"، مؤكدا أن الأساس الوقوف في صعيد واحد بزي واحد أمام الله دونما فروق دنيوية.

وحذر من تحويل الحج إلى سلعة تجارية، مؤكداً دور العلماء والمفكرين في مناقشة هذه الفكرة والتنبيه إلى المقصد الأساسي من الحج، كما على الدعاة والعلماء أن يخرجوا من هذه المتاجرة بأسمائهم لأن بالضرورة المحافظة على القيمة المعنوية للحج على المستوى الاجتماعي للفرد.

وقال إن وزارة الحج تركت أمور الأسعار للعرض والطلب، واكتفت بوضع الشروط التنظيمية لحملات الحج لصعوبة التقيد بالأسعار من قبل الشركات، ولإمكانية عقد اتفاقيات غير رسمية وبأسعار مختلفة، وربما تكون هناك تسعيرة ظاهرة وباطنة.

ووصف باقادر هذا الأمر بأنه "خلل" في رمزية الحج، كما "نؤكد على جوهر الشعيرة وليس على صورتها الشكلية، ولا يجب التعامل معها بكونها سياحة؛ لأن هناك اختلافاً كبيراً؛ فالمفاضلة هنا تقوم على أساس التقوى والخضوع والمساواة أمام الله".