المرحوم لا يساوي وزنه بطيخ!

قراءة أخرى للقنوات الشبابية تكشف لنا خطرا آخر أشد من خطر فيديو كليب عار أو مذيعة مايعة ع الهواء!
هناك العصبية بأنواعها التي بدأت تغزو هذه القنوات..
آلاف الشباب اليوم يتفاخرون بأجدادهم وقبائلهم وأفخاذهم وعشائرهم بطريقة خطيرة، تؤكد أنهم انفصلوا عن الحاضر تماما وانساقوا يفتشون وينبشون في دواليب وملفات الماضي.. ولو اقتربت من هؤلاء الشباب وبحثت عن السبب الذي أوصلهم إلى التفكير بهذه الطريقة البشعة فستكتشف أن الأب وحده هو السبب!
نعم مشكلتنا اليوم ليست في الشباب.. مشكلتنا في الآباء الذين يغذون عقول أبنائهم بالعصبية والقبلية..
علاقة الأب بأبنائه اليوم علاقة مريضة.. الكثير من الآباء ليس لهم أي دور إطلاقا سوى ضخ المزيد من الحكايات والبطولات في عقول أبنائهم، دون إدراك أنهم إنما يبذرون ويزرعون علموا أم لم يعلموا، قصدوا أم لم يقصدوا، بذور الجهل والتخلف.. آباء يبذلون جهدهم لفصل أبنائهم عن الحاضر وحصرهم في زوايا الماضي.
آباء فشلوا في حياتهم.. فلا هم الذين عاشوا في فترة البطولات التي يتحدثون عنها ويزعمونها، ولا هم الذين تعلموا.. ولا هم الذين قدموا للوطن أبناء يستحقون أن يفخروا بهم..
ننتظر من هؤلاء الآباء أن يقدموا للوطن شبابا صالحين يستشعرون دورهم في قافلة البناء والعلم والمعرفة، فنفاجأ بأنهم أصبحوا يقدمون شباباً بائساً محطماً يلوك الماضي ويعيش على الماضي وحكايات الماضي..
واللافت وهذه خارج النص، أنك عندما تسأل بعض الشاب عن اسمه تجده ينطق اسم جده بطريقة مرتفعة!
الكل يتحدث عن المرحوم.. الكل يتعلق بسيرة المرحوم.. والكل يفتخر ببطولات المرحوم، حتى وإن كان المرحوم لا يساوي وزنه بطيخ!
الخلاصة: أنقذوا الشباب من آبائهم!

-صالح محمد الشيحي - جريدة الوطن