المشجرات توثيقها وتصديقها .الشريف مشهور بن مساعد آل زيد
يقوم كثير من ابناء القبائل والعوائل هذه الأيام بعمل مشجر لعائلته .فبعضهم يظن أن كل مشجر مقبول بغض النظر عن صحة هذا المشجر ومن هو كاتبه وتاريخ كتابة هذا المشجر وهناك العديد من الأسر صارت تنقسم و لاتعترف بمشجراتها المنتشرة لإختلافها لمن تنتسب إليه . وصاروا يعدلون فيها لأنها غير متفقة مع قواعد النسابين .
وبعض العوائل لديها مشجرات لكنها لاتتجرأ بنشرها ربما خوفاً من الطاعنين وربما لعدم رضاهم عن عمود النسب !أو خوفاً من الزيادة عليها
وبعض القبائل والعوائل لديها أكثر من مشجر فصرنا لانعرف ماهو المعتمد من غير المعتمد ! لكثرة من يحشر نفسه بتوقيعه على الفروع في المشجربإسم المصادق وهو ليس منهم لذا كتبت عن هذا الموضوع بشيء من الإيجاز بعد حضور إجتماع أمس الخميس بتاريخ 16-10-1429هـ بمقر الرابطه العلميه والعالميه للأنساب الهاشميه الذي أستمر ثلاث ساعات برئاسة سيادة الشريف محمد علي بن عقيل الحسني وعدد كبير من الأشراف والساده اعضاء الرابطه من مختلف مناطق المملكه بسب هذه التواقيع الخاطئه لظوابط علم النسب . وقد تكررت هذه المخالفات ووصل بعضها إلى المحاكم . والعدول عن ما وقعه المصادق في كثير من الأحيان .
طريقة الكتابة في الأنساب
الذي نعرفه ينقسم المشجر إلى نوعين مشجر ومبسوط .
والتشجير صنعة مستقلة مهر فيها قوم وتخلف أخرون من قديم الزمان .
و الفرق الخفي بين المشجر والمبسوط أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأباً إلى البطن الأعلى والمبسوط يبتديء فيه بالبطن الأعلى ثم ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل وخلاصة ذلك أن المشجر يقدم فيه الابن على الأب والمبسوط عكسه يقدم فيه الأب على الابن
والكتابة على طريقة التشجير هي إحدى طرق التصنيف عند النسابين وما أكثر من صنف فيها والمقصود منها التسهيل على القارئ وتبسيط هذا العلم الذي يقوم على الأسماء والأسماء تتشابه فلذلك شرع بعض النسابين الكتابة بهذه الطريقة حتى لا يحصل الوهم لدى القارئ من كثرة الأسماء المتشابهة وكثير ممن صنف في المبسوط صنف في المشجرات والأكثر من النسابين كتب بالطريقة التقليدية
وهي التي مشى عليها الزبيري وابن حزم والهمداني وابن عنبة وغيرهم كثير وهذه الطريقة هي المعتادة .
وسبب تشبيه شجرة النسب بالشجرة من حيث كثرة تفرعاتها وأغصانها وأوراقها وانتشارها وقوة أصولها.
وفي السابق كان هناك متخصصين في فن التشجير على أشكال مختلفة وفي عصرنا الحاضر يوجد برامج في الكمبيوتر خاصة بالتشجير ومشجرتي الدوحه الهاشميه لأمراء مكه المحميه الطبعه الأولى عملتها بالطريقة التقليديه بيدي عام 1417 وفي يالطبعه الثانيه سميتها مشجرة الدوحة الحسنيه الهاشميه لأمراء مكه وملوك الحجاز والدول لإسلاميه ، بواسطة برامج الكمبيوتر. وأعتمدت على مصادر تاريخيه ومشجرات بعض العوئل المذكوره فيها .
فوائد رسم المشجرات
وهذه المشجرات مهمة في:
-1ضبط النسب بطريقة ميسرة وسهلة
-2 حفظ النسب من الضياع
-3 وحصر عدد القبيلة
4-وحصر الأسماء المتشابهة والأسماء المختلفة
5-معرفة المعقب من غير المعقب
-6 صلة الأرحام تقوى وتزداد
-7 ربط الأبناء بالآباء
-8 معرفة قوة النسب ونصاعته وتأصله
-9 حفظ حقوق الورثة العصبة ومعرفة من يستحق الإرث ومن لايستحق ذلك
شروط كاتب المشجر
ومن شروطها:
-1 أن يكون--كاتبها من أهل الشأن ويكون معتنياً بالأنساب
- 2وأن يكون أميناً فالخلاف الشخصي لامكان له عند النسابة
-3وأن يكون حاضر الذهن حتى لا يسقط اسمًا أو يضيف اسما
ًكما حصل في بعض المشجرات المعاصرة المتداولة
- 4 وأن لا يكون النسب شاذا أو غير معروف ولا يخالف ماهو متفق عليه عند النسابين
- 5 أن يكون يكون أمينا عند عمل المشجرة ويعتمد ً على ألأدلة الدامغة والوثائق الثابتة أن هذا الفرع أو هذا الرجل ينتسب لهذه القبيلة .
– 6 عدم الاستعجال في كتابة المشجرات إلا بعد مرور فترة من الزمن حتى تكتمل المعلومة وتنضج ويكون المجال مفتوحاً للزيادة والنقصان والحذف والإضافة أما بعد نشرها واطلاع الناس عليها فيصعب بعد ذلك التغيير وقد يفقد النسابة مصداقيته كما حصل مع بعض النسابين المعاصرين .
-7 التوثيق والتصديق على مشجرات الأنساب ينبغي أن يكون للعارفين بالأنساب ولا يخضع للمحسوبيات والمجاملات والحزبيات ولا يكون سببا في تفرق القبيلة بل على العكس يكون سبببا في تجمعها .
- 8 التصديق على المشجرات يكون على الأصول دون الفروع ومن الصعوبة على النسابة أن يحيط بنسب كل قبيلة على التفصيل وإنما يكتفى بالمعرفة الإجمالية وشيخ وكبير كل فرع من العائله هو ألأعلم باسماء وعدد افرادها .
- 9لاينبغي أن يكون للقبيلة أكثر من مشجرة مختلفة متناقضة . كما رأينا هذه الأيام .
فمثلاً تجد بعضهم ينتسب للحسن بن علي ومشجرة تنسبهم للحسين أو مشجرة تنسبهم لعبدالله الرضي ومشجرة تنسبهم لإبراهيم الأزرق وهذاجمع بين الضدين والمتناقضين ولايمكن قبول المشجرتين بل لابد أن أحدهما صحيح والآخر باطل مختلق ويلزمنا الترجيح .
-10 إذا اختلفت الوثائق والمشجرات تقدم الأقدم والأشهر والأوثق ولا ينبغي التعديل في المشجرات القديمة الموثقة إلا إن تبين عدم صحة ما في المشجر بالأدلة اليقينية الثابتة التي لاتقبل النقاش أو الجدال . ولايقرر ذلك شخص بعينه إنما من قبل لجنة مختصة تدرسها وتمحصها وتكتب على هوامشها الخطأ والصح .
-11- ينبغي عدم احتكار المشجرات العائلية ومن حق أي شخص من نفس الأسرة أن يعرف نسبه ويكون لديه صورة من النسخة الأصلية وكلما تعددت النسخ كان ذلك أدعى في انتشار النسب وصار من الصعوبة ضياع نسب القبيلة أو الأسرة فبعضهم يبخل على أبناء عمومته ويستأثر بالمشجر الأصلي ولا يسمح بتصويرها وتداولها لدى أبناء عمومته فهذا خطأ .وربما ضاعت النسخة الأصلية أو احترقت فيحصل بفقدانها ضرر عظيم وهذا أمر مشاهد وملموس فكم من أسرة ضاع نسبها وجهل أمرها .
-12 لابد من التمييز بين الخط الأصلي القديم في المشجر وما أُدخل على النسب في المشجر وقد حصل بسبب هذا الكثير من الإشكالات والخلافات قد تؤدي إلى أمور لاتحمد عقباها كما هو مشاهد وملموس فبعضهم يضيف اسماً مدرج ليس له عقب وينسب نفسه إليه وعند النسابين . يكون مقطوع . وهذا تزوير بعينه ، وإنتحال نسب بإسم أصلاليس له وجود,
ويوجد عند الكثير من القبائل والعوائل مشجرات نسب خاصة بالأسرة تكون هي مستند القبيلة في الانتساب ويكون كاتب المشجر معروفا ومعلوما وأحياناً تكون موثقة من نفس العائلة وربما يكون من عائلة أُخرى وهي بالعشرات .
وكثير من الأشراف والسادة لديهم مشجرات وهناك عوائل كثيرة من غير الأشراف لديهم مشجرات محفوظة مضبوطة لديهم .
و مصطلحات النسّابين التي يتداولونها في كتبهم اصطلاحات خاصّة ، ويشترك في استعمالها مصنّفوا المشجر والمبسوط ، وشروط كاتب المشجر مهمه ولا يقدم على عمل المشجر إلا من تنطبق عليه تلك الشروط .
والمشجر والمبسوط كلها تأدي الغرض , مع أن الفروق الظاهرة المشاهدة بينهما كثيرة ، وخلاصة ذلك أنّ المشجر يقدّم فيه الابن على الأب ، والمبسوط عكسه يقدّم فيه الأب على الابن ويصطلح على كتب المشجرات ببحر الأنساب وهو اصطلاح شائع يسمّى به كلّ كتاب مشجر في النسب .
والأفضل عند عمل المشجر الإكتفاء بإدراج الجوامع التي تضم الفروع ومن ثم الفروع وما يندرج تحتها بشكل مبسط على شكل طبقات , وتقسيم الطبقات معروف , فقد قسّموا الطبقات إلى ستّ وهي الشعب وهو أعلاها ، ثمّ القبيلة ، ثمّ العمارة ، ثمّ البطن ، ثمّ الفخذ ، ثمّ الفصيلة وهناك قصيدة جمعت هذه الطبقات لللشاعر محمّد بن عبد الرحمن الغرناطي وفسّرها بقوله :
الشعب ثـمّ قبيلـة وعمـارة ,بطن وفخذ والفصيلـة تابعـه
فالشعب مجتمع القبيلـة كلّهـا ,ثمّ القبيلـة للعمـارة جامعـه
والبطن تجمعه العمائر فاعلمن ,والفخذ تجمعه البطون الواسعه
والفخذ يجمع للفصائل هاكهـا ,جاءت على نسق لها متتابعـه
فخزيمـة شعـب وإنّ كنانـةلقبيلة, منها الفصائـل شائعـه
وقريشها تدعى العمارة يا فتى ,وقصي بطن للعمـارة تابعـه
ذا هاشم فخـذ، وذا عباسهـا ,كنز الفصيلة لا تناط بسابعـه
والفصيلة تابعه الشعوب : مفردها شعب ، ويطلق علي الحى العظيم من الناس المستقر بنفسه وهى رؤوس القبائل وجمهورها ، سمو بذلك لتشعب اجتماعهم كتشعب أغصان الشجر .
قال الماوردى فى الأحكام السلطانية : "وسمى شعبا لأن القبائل تتشعب منه . وهو أعلي طبقات النسب وأبعدها " .
قال الجوهرى : هو ابو القبائل الذى ينسبون إليه، وهذا قول جمهور العلماء وأهل اللغة .
وقال الراغب : " الشعب القبيلة المنشعبة من حى واحد" . وقد لايخلو تعريفه من إشكال ، إلاّ إذا عدّ القبيلة أعلي الطبقات ، فالشعب فى اصطلاح أهل النسب لايتكون إلاّ بعد انشعاب قبائل من أصل واحد فإذا تعددت وتفرّعت سمّى مجموع فروعها شعباً . ويسمّي عادة باسم الجد الأعلي ملتقي أفراد هذا الشعب . فالشعب اسم للمجموع بعد الحصول . وهى الدائرة الكبري فى النسب .
القبائل : مفردها قبيلة وهى مأخوذة من قبائل الرأس وهى دون الشعب بل هى قسم وفرع من فروع الشعب . وتطلق القبيلة علي مجموع العمارات المنبثقة منها وما تفرع منها . وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها .
العمارة : هى ما انقسمت إليه القبيلة فيسمّي تشعبات فرع من القبيلة ببطونها وأفخاذها وفصائلها وعشائرها عمارة . وقيل إنما سميت كذلك لتعميرهم الأرض من كثرتهم واجتماعهم .
البطن : هو فرع العمارة والشامل لما تفرع منها من أفخاذ وفصائل وعشائر .
الفخذ : هو ما انقسم إليه البطن ، ويشمل الفصائل المتفرعة عنه بعشائرها .
الفصيلة : ما انقسم إليه الفخذ وهو مجمع العشائر . وشبهوها بالركبة لانفصالها عن الفخذ.
العشيرة : وسميت بذلك لمعاشرة الرجل لهم وحددها بعضهم بالذين يتعاقلون إلي أربعة آباء .
الرهط ( العصبة ): أسرة الرجل الأدنون من أهل بيته .