"تكفون انتخبوني"!
مرة ثانية وثالثة ورابعة.. سيسعى الكثيرون للترشح، الوزارة تنفق بسخاء على أعضاء المجالس البلدية.. ثلاثة آلاف ريال شهريا في بطن العضو.. مبلغ لا يمكن الاستهانة به!
فقط الذي نرجوه من السادة الذين ينوون الترشح مرة أخرى، ألا يقوموا بإعادة "كذباتهم قبل ست سنوات".. صحيح أن "المجتمع دفان" والناس تنسى، لكن ذاكرة العم العزيز"غوغل" يقظة.. فإن كان ولابد، فالتجديد مطلوب، أعني كذبة جديدة أبلغ أثرا من كذبة قديمة!
أما الذين ينوون الترشح لأول مرة فالطريق مفروشة بالورود.. فقط عليهم الاستفادة من "كذبات" الآخرين.. والتركيز على "تكفون انتخبوني".. و"أنا ولد عمك"!
اليوم: الذي نتأمله من وزارة الشؤون البلدية والقروية ـ وهي الجهة الراعية لهذه الانتخابات ـ أن تتعامل بجدية مع هذه الانتخابات..
المرحلة الأولى ستنطلق بعد أقل من شهر. نثق جيدا برغبة الوزير الذي عرفت عنه جديته في العمل، في نجاح التجربة.. لكن الوضع الذي عاشته المجالس البلدية في السنوات الماضية لا يشجع أحدا على التوجه للتصويت مرة أخرى..
ست سنوات كاملة ستمضيها المجالس الحالية بعد التمديد لها لمدة سنتين، ولو قامت الوزارة بإجراء تصويت للكشف عن رأي الناس بهذه المجالس لاكتشفت فجوة هائلة بين الاثنين!
نعم قامت الوزارة بخطوات جادة فيما يتعلق بالإجراءات والتنظيمات الخاصة بالاقتراع.. لكن المحك الرئيس هو خطواتها حيال المجالس نفسها.. السؤال الذي سنطرحه بعد 19 يوماً: هل سنشاهد ذات المجالس السابقة بذات المواصفات والأسماء وذات الحالة المزرية.. أم سنشاهد فعلا مجالس يصلها الأعضاء طبقا لمؤهلاتهم وخبراتهم، ويحظون بصلاحيات واسعة وميزانيات كبيرة؟
الخلاصة: أن نجاح وزارة الشؤون البلدية والقروية في الانتخابات القادمة من خلال مجالسها المنتخبة، سيجعلنا متفائلين بنجاح التجربة حينما نقوم بتطبيقها على فعاليات أوسع في المستقبل.