الموضوع: التاريخ المظلم
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /28-02-2009   #3

 
شاعر متميز وشخصيةمــهــمّة

الصورة الرمزية محمد الماجدي

 

محمد الماجدي غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 79
 تاريخ التسجيل : Sep 2008
 المشاركات : 425
 النقاط : محمد الماجدي is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 234

مزاجي
رايق
افتراضي

[align=center]نعم ...... قررت أن أسرق .
حتى لو قتلت ....
كيف لا ونحن بلا طعام ...
كيف لا ولدي سبعة أطفال وزوجة ....
ورجل ضرير .....
لابد أن أسرق البعير ... حتى ولو قتلت صاحبه .
ولكن كيف ..... ؟؟؟
وللبعير صاحب ... ولصاحب البعير أمرآه .
وطفل يافع لم يتجاوز العشر سنوات ..
أه أه أه .....
كم هي الحياة صعبة ....
ولكن كيف اسرق ذلك البعير لأطعم أطفالى الصغار ...
كيف ...؟
وقد تبين لى أنه لا بد أن أقتل صاحبه ..
لابد أن أنتظر الليل .. فالليل ساتر ...
فالليل يستر أعمالنا القبيحه ..
نعم لا بد أن أنتظر الليل .... نعم لابد أن أنتظر .
أه أه مسكين صاحب البعير لا يعلم بأنني نويت قتله ..
بل مسكين ذلك البعير الذي سيقتل مع صاحبه ..
لأطعمه لأأطفالى بل سأقيم أفراح وأحتفالات ...
قد تتشابه مع أحتفالاتنا بالعيد الوطني ...
لأنني قتل صاحب البعير بل وقتلت البعير نفسه .. لأتركه بلا صاحب .
آه آه آه ... مسكين صاحب البعير ....
وقد أقبل الليل علينا يسحب ردائه بخيلاء وكأنه يعلم بما عزمت عليه ..
ولكن نريد خطه ... نعم خطه لقتل صاحب البعير .. كيف ..؟
وقد تتشابه مع خططننا عندما نريد أن نحرر فلسطين ..؟
أه أه .... خطه نعم خطه ؟
لابد أن أأتي له كعابر سبيل ضل طريقه ... ويريد مساعدة .
كم الحياة صعبه نقتل من يساعدنا ...
سبحان الله .....
ولكن أنني مضطر وكأنني أسمع صوت أطفالى ... يبكون .
وكأنني أسمع صوت زوجتي تقولى لى : أين أنت يا الذيب ..
نعم الذيب ذلك الحيوان المفترس .... المشهور بالغدر .
فهو لا يأتيك وأنت مع جماعه بل يأتيك بمفردك وعندما تضل الطريق ..
وتتقطع بك السبل ...
يأتيك ليقول لك أنا قدرك وأنا نهاية الطريق ... الذي أنت رسمت خارطته بقدومك لى .
نعم لا بد أن أكون ذئب .... فقط هذه الليله .
نعم هذه هي الخطه ....
وكان ذاك ..
وعند قدومي له مع بداية لليل ...
عرفت وأيقنت بأنني سأقتل صاحب البعير لأسرقه ..
وتقدمت وقلت ::: ياأهل البيت ....
ويا ليتني لم أقلها ... فقد سمعت صوت الطفل ..
يقول : :: قلط قلط .....
ويصرخ بأعلى صوته :: يبه يبه جانا ضيف جانا ضيف .
يصرخ وكأنه يريد أن يخبر الصحراء كلها بقدومي أليهم ..
(( جانا ضيف )) ..
وأي ضيف..آه آه .. لا يعلمون حقيقتي ..
ضيف ......؟؟؟؟؟
بل عزارئيل ... بل سارق بعيرك ... بل قاتل أبيك .
وزاد الأمر سوء عندما سمعت الرجل :
يقول :قلط يا هلا بضيف الرحمن .. يا هلا قلط ز
عرفت من نبرات صوته بأنه رجل كبير بالسن ..
وأحسست بصوته عذوبه لا نجدها إلا بالشعار ..
ورخاوه تدل على شعاريته وعذوبة صوته ..
وكنه ممن يعشقون (( الهجيني وشيلات )))
ودخلت ... وأنا خائف ومرتعب .. من أكتشاف أمري .
وعندما جلست وذهب الرجل لأحضار شئ.
وكان الطفل جالس بجانبي وينظر لى بأبتسامه قتلت الخوف فيني .
أبتسامه لها سحر عجيب .... أحسست من خلالها وكأنني فى بيتي ..
ينظر لى وكأنني نزلت لهم من السماء ...
وكنت ألتفت وانظر في زوايا البيت بلمحات كالبرق ...
سريعه ... (( نظرات سارق قاتل ))
وكنت أنظر لعلني أجد شئ استطيع به قتل هذا الرجل ..
وعند أنشغالي بذلك ...
سمعت صوت الرجل يهمس لزوجته ( ام ذلك الصبي )
ويقول لها :: يامره شوفي لنا شي نقدمه للرجل .لا تفشلينا .
وكانت تقول : لا يوجد شئ ... سوي ما تبقي من تمر ولبن .


وللحديث بقيه ..[/align]








توقيع »
  رد مع اقتباس