عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /23-08-2012   #1

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 261

مزاجي
رايق
افتراضي المكارم /محمد خضيري ال سناح

.المكارم
قال تعالى (واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا) الاسراء34. فالوفاء بالعهد مهم جدا لكي لا يكون المرء من المنافقين . واعلم أن من شيم الكرام الاعتراف بالإكرام وعلى الإنسان ألا يجحد معروفاً قدم له ، وأن يجعل لموضع الإحسان في قلبه إكباراً لفاعله ، ولتكن نفسه أرض خصبة ينبت فيها الفضل ويثمر ، قال الشاعر
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا ،
وعلى المرء أيضاً أن لا يسلم عقله لأفضل ظن ، ويترك ما يوقظ حدسه وتخمينه وفطنته ، عليه أن يشك ، الشك داء .. لكنه قد يعلم حكمة ، وتصبر فإن الصبر والمثابرة يولدان العجائب ، واعلم أن الصبر صبران .. صبر على ما تكره ، وصبر على ما تحب ،وقيل :
لا تَجزَعَنَّ إِذا نابَتكَ نائِبَةٌ واصبر ففي الصّبر عند الضّيقِ متَّسعُ
إن الكريمَ إذا نابتهُ نائبةٌ لَم يَبدُ مِنهُ عَلى عِلّاتِهِ الهَلَعُ
احذر أخي من صحبة الجاهل ، فهو لا يقودك لأمر هو خير لك ، صحبة الجاهل شؤم ، واعمل على أن تصون نفسك وتقلب أمورها يميناً وشمالاً كي يكتنفها الحق والأمن ، وإذا لم تفعل فلا تلم غيرك فالنفس أنت مسؤول عنها وبيدك رقيها وانحطاطها وأينما تضع نفسك تجدها :قيل
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وإن تملكتك عادات أو ورثتها فاعمل جاهداً على التخلص منها ، وما من أحدٍ إلا له عادات ، حسنها يعتز به ويعلي شانه ، وسيئها يعيبه ويدني مكانه ، فأعمل عقلك في عاداتك ؛ العادات قاهرة فمن اعتاد على شيء في السر فضحه في العلانية ، واطلب الحكمة دائماً ، وظن نفسك أنك مفتقدها ؛ العاقل يجاهد في طلب الحكمة .. والجاهل يظن أنه وجدها ، وعين الحكمة أن يحفظ الإنسان نفسه ويعزها ، عز الرجل استغناؤه عن الناس ، وهذا يتطلب منك الجهد الكبير ، غير أن الثمرة أكبر ، على قدر الحاجة يكون التعب ، ولا تتخيل أن التعب للجسد ، فتعب العقل أكبر ، عظمة الإنسان في فكره لا في جسمه ، فمرن عقلك على التبحر في خيالات الكون وعوالم الدنا وخفاياها ، وافتح له على العالم نافذة وافتح للعالم في عقلك نافذةً يتعشق نور الكون مع شذرات عقلك ، عقلك كالمظلة لا يعمل إلا إذا انفتح ، وحرر عقلك على قرطاس فيكتب لك من الحرف مدينة ، ومن الكلمة عالم ، ومن الجملة كون ، ومن الكتاب عقل ، عندها تكون قد ملكت زمام العقل ،
عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم .
والعقل إذا ما اكتمل وتم فإن ذلك يعود بالنقص على الكلام
إذا تم العقل نقص الكلام والحكمة عشره أجزاء تسعه منها الصمت والعاشرة قله الكلام ويقصد بقلة الكلام أن القائل الكيِّسَ العاقل يعرف موطن الكلمة فلا يتكلم قبلها ، ويعرف عدد كلماته فلا يتجاوزه ، إذ إن كل كلمة لم تفد المعنى وضوحاً ولم تعطه إجادة كانت زائدة ، وكل كلمة إذا ما حذفت من الكلام وظل الكلام مفهوماً والمعنى المراد واضحاً كانت تلك الكلمة زائدة وعبئاً على الجملة والكلام ، والكلام كالنحل فيه العسل وفيه الابر وإذا أردت السلامة والصيت الحسن فعليك بأربعة أشياء : احفظ لسانك ، وصن عينك عن تتبع غيرك ، وعاشر بما يحمد ، ودافع بالتي أحسن يكن لك الفوز ؛ فقد قيل :
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى
وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ
وإياك أخي القارئ وسوء الظن فإنه دليل على سوء فعالك ونيتك ، وما حملك على مثل هذا الظن إلا أنه بنفسك ما يوافق هذا الظن ، ثم إنك به تفقد صحابك ومن تخالطهم فقد قيل :
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
،وانظر أخي إلى الأمور والشدائد بعين المترقب الذي ينظر تبدلاً وتغيراً ، فلا الشدائد تدوم ولا النعيم يبقى ، ولا يستمر أمر بحال ،
إِذا تَمَّ أَمرٌ بَدا نَقصُهُ
تَوَقَّ زَوالاً اِذا قيلَ تَمّ
وقيل :
اشتدي أزمَةُ تَنفَرِجي ـــــــــــــــ قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
فلما التجهم ، ولما انقشاع البسمة عن الوجوه ، دع البسمة ملازمة لك ولكل أمورك ، يقول أهل الصين : إذا كنت لا تستطيع الابتسام فلا تفتح دكاناً .
أخي القارئ الدنيا مسرح كبير ، و لكلٍ منا دور فيه ، فإذا لم يكن لك دور به كنت زائداً عليه ، فاختر لنفسك دورك ووجودك ، إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً على الدنيا ، وانظر إلى الماء وخذ حكمتها في مسيرتها ، فإذا ما اعترضها سد أو عائق ، غيرت اتجاهها لغيره ، وإذا لم تستطع إلى غيره سبيلاً اعتلته .
إِذا لم تستطع شيئاً فَدَعهُ وَجاوِزهُ إِلى ما تستطيعُ
ولا تحجبك العراقيل عن نيل مبتغاك ، فأنت بطموحك تسمو
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
وربما يتساوى الناس في العلم والمعرفة والقوة ، ولا يتساوون في الأسلوب ، فاحرص على أن يكون أسلوبك راقياً في كل موضع ، فالأسلوب هو الدال على علمك ومعرفتك وقوتك ، والأسلوب لباس الفكر ، والجهل مصيبة ،ما في ذاك موضع جدال وخلاف بين الناس ، غير أنها ـ أي مصيبة الجهل ـ تتفاوت تبعاً لصاحبها ، فأسوأ مصائب الجهل أن يجهل الجاهل أنه جاهل .
والكيس من عرف لنفس صديقه طريقاً قبل أن يتصادقا حتى لا تأتي المعرفة متأخرة فيصدم هذا أو يفتتن ذاك
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وحبب إلى نفسك المعروف ؛ فاصطناع المَعروف يَقي مَصارع السُّوء وكن على يقين بانفراج الكرب وبالوصول إلى البغية :

ولكل منا في دنيانا مسلك ، نحاول تغييره فلا نتوفق ، فنتذكر" اعملوا فكل ميسر لما خلق له " ، واجعل الديمومة في أعمالك طريقا إلى وصولك مرامك ، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، واختر لنفسك أحد أمرين : أن تعيش مبغوضاً ، أو تموت محبوباً ، وإن اخترت الأولى فليست تلك بحياة ، وإن طالت ، أموت محبوباً خير لي من أن أعيش مكروهاً ، وليحرص أحدنا على أن يأكل من كسبه فإن أطيب ما أكلتم من كسبكم ، ولا يكون الكسب من السهولة بمكانٍ دائما ، فعلى الإنسان أن يتعب ويجد في كسبه ، وعليه أن يركب المشاق ،ويخاطر بما يملك ؛ لنيل ما يصبو إليه ، وإلا فلا كسب ولا امتلاك ، إن لم تخاطر بشيء فلن تملك شيء ، وإذا لم تبلغ ما تصبو إليه فليس ذلك نهاية العالم ، ونهاية الطموح والحلم ، فلربما كان قصورك عن الوصول هو الخير كله ، أنت تشاء وأنا أشاء والله يفعل ما يشاء ، فإذا لم يكن ما تشاء فارض بما هو كائن ، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وثمة مطية أخرى للإنسان وهو اللسان مطية المرء ، أنت سالم ما سكتت . فإن تكلمت فلك أو عليك .
أخي القارئ هناك نوعان من المتعلمين : أنصاف متعلمين ومتعلمين ، وأنصاف المتعلمين أخطر من الجهلاء ، أما التصميم والإرادة فهما المعول الذي تستطيع به أن تخرق جبلا ، وإنك بالإبرة تستطيع أن تحفر بئراً ؛ ذلك بإرادتك ومثابرتك .

تاكد انه ليس في علاقاتنا التي نحياها أفضل من معاشرة جميلة فبحسن المعاشرة تدوم المحبة ، وتعاونك مع أخيك على التخلص من عيوبه إنما هو عين العقل ، ولب الصداقة ، وما نفع المرء لأخيه إذا لم يرشده لزلـله ومعايبه ؛ لأجل تفاديها لا لأجل إثباتها ، إنما أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى عليه أذى فليمطه عنه ،
محمد خضيري ال سناح الجميلي








توقيع »





  رد مع اقتباس