السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم وعساكم طيبن ان شاء الله
أقدم لكم شاعر من شعراء عصر الدويلات وبالتحديد (الإيوبي)
وهو الشاعر المعروف:
بالحيص بيص
492 - 574 هـ / 1098 - 1178 م
اسمه ونسبه
سعد بن محمّد بن سعد بن صيفي شهاب الدين التميمي المعروف بحيص بيص أبوالفوارس.
وَكَانَ فقيهاً شافعي المذهب، تَفَقَه بالريّ عَلَى القاضي محمّد بن عبد الكريم الوزان وتكلم فِي الخلافة إلاّ أنه غلب عَلَيْهِ الأدب والنطم وأجاد فِيهِ وَلَهُ رسائل بليغة،أثنى عَلَيْهِ أبو سعد السمعاني فِي الذيل وحدّث بشيء من مسموعاته وقُرئ عَلَيْهِ ديوانه،وأخذ الناس عنه أدباً وفضلاً كبيراً من أخبر الناس بأشعار العرب ولقائهم، وَكَانَ فِيهِ نيه وتعاظم ولا يخاطب الناس إلاّ بالكلام العربي، وَكَانَتْ لَهُ حوالة بمدينة الحلّة فتوجّه إليها وَكَانَتْ عَلَى ضامن الحلقة، فسيرّ غلامه إليه فلم يعرّج عَلَيْهِ وشتم أستاذه فشكاه إلى والي الحلّة وَكَانَ يومئذ ضياء الدين مهلهل بن أبي العسكر الجاواني، فسيرّ معه بعض غلمان الباب ليساعده فلم يقنع أبو الفوارس منه بذلك.
فكتب إليه يعاتبه وَكَانَتْ بينهما مودّة: مَاكنتُ أحسب أنّ صحبه السنين ومودّتها يكون مقدارها فِي النفوس هَذَا المقدار بل كنتأظنّ أنّ الخميس الجحفل لو زل عرضاً لقام بنصري من آل أبي العسكر حماة غلب الرقابفكيف بعامل سُوَيقةٍ وضامنِ حُلَيلةٍ ويكون جوابي فِي شكواي أن يُنفَّذ إليه خويدمٌ يعاتبهوبأخذ مَا قبله من الحق، لا والله:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
إنّ الأُسُودَ الغاب همّتها = يوم الكريمة فِي المسلوب لا السلبِ
[/poem]
وبالله أقسم ونبيه وآل بيته لئن لَمْ نُعِمْ لي حُرْمةً تتحدَّثُ بِهَا نساء الحلّة فِي أعراسهن ومناجاتهنّ لا أقام وليّك بحلّتك هَذِهِ ولو أمسى بالجسر أو بالقناطر!! هبني خسرت حمرالنعم أفأخسر أبيّتي واذلاّه واذلاّه! والسلام.
وَكَانَ يلبس زيّ العرب ويتقلّد سيف ويحمل خلفه الرمح ويأخذ نفسه بمأخذ الأمراءويتبادى فِي كلامه، فقال فِيهِ أبو القاسم بن الفضل، وقيل: الرئيس عليّ بن الأعرابي من الخفيف:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
كم تُبادِي وكم تُطَوْل طرطورَكَ = مَا فيك شَعرةٌ من تميمِ
فَكُلِ الضّبَّ واقرض الحنظَلَ الآخضّرَ = واشْرَب مَا شئتَ بول الظليمِ
لَيْسَ ذا وجه من يضيف ولا يقري = ولا يدفع الأذى عن حريمِ
[/poem]
فلمّا بلغت الأبيات أبا الفوارس قال:
من الخفيف:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لا تَضَعْ من عظيمِ قدرٍ وإن كنت = مُشاراً إليه بالتعْظيمِ
فالشريف الكريم بنقص قدراً = بالتجرّي عَلَى الشريف الكريمِ
وَلَعُ الخمر بالعُقولِ رمى الخمرَ = بتنـــجيسهـــا وبـــــالـــتـــحريمِ
[/poem]
وعمل فِيهِ خطيب الحُويرة البحيري
من الكامل:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لسنا وحقّك حيص بيص = من الأعراب فِي الصميمِ
ولقد كذبتُ عَلَى بحيرَ = كما كذبتَ عَلَى تميمِ
[/poem]
وإنما قيل لَهُ حَيْصَ بَيْصَ لأنه رأى العامّة يوماً فِي حركة مزعجة وأمر شديد فقال: مَال لناس فِي حيص بيص؟ فبقي ذَلِكَ لقباً لَهُ.
العرب تقول: وقع الناس فِي حيص بيص إذاكانوا فِي شدّة واختلاط، وسمّوا ابنه هرج مرج وسمّوا ابنته دخل خرج. قال ابن خلّكان:قال الشيخ نصر الله بن مجلّي مشارف المخزن، وَكَانَ من الثقات أهلِ السنّة: رأيت فِي المنامعليّ بن أبي طالب فقلت لَهُ: يَا أمير المؤمنين تفتحون مكّة فتقولون: من دخل دار أبيسفيان فهو آمن. ثُمَّ يتمّ عَلَى ولدك الحسين يوم الطفّ مَا تمّ، فقال لي: أما سمعت أبيات ابنصيفي فِي هَذَا؛ فقلت: لا! فقال: اسمعها منه! ثمّ استيقظتُ فبادرت إلى دار حيصبيص فخرج إليّ فذكرت لَهُ الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله: إن كَانَتْ خرجت من فمي أو خطّي إلى أحد وإن كنت نظمتها إلاّ فِي ليلتي هَذِهِ، ثمّ إنه أنشدني
من الطويل:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
مَلَكْنا فكان العَفْوُ مِنّا سَجيّةُ = ولّما ملكتم سال بالدّم أبطَحُ
وحلّلتُمُ قتل الأسارّى وطالما = غَدَونا عَلَى الأسرى نَمُنُّ ونصفحُ
وحَسبُكُمُ هَذَا التفاوت بيننا = وكلّ إناء بالذي فِيهِ ينضحُ
[/poem]وتوفيّ الحيص بيص سنة أربع وسبعين وخمس مائة. وَكَانَ إذا سئل عن عمره يقول: وأناأعيش مجاوفةً. وَكَانَ يزعم أنّه من ولد أكثم بن صيفي حكيم العرب. وَلَمْ يترك أبوالفوارس عقباً،
ومن شعره من الوافر:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
إذا شُورِكْتَ فِي حالٍ بدُونٍ = فلا يغشاك عارٌ أو نفورُ
تشارك فِي الحياة بغير خُلفٍ = اْرِسْطاليسُ والكلب العقورُ
[/poem]
ومنه من الخفيف:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
مِنّهُ الدُونِ فِي الرقاب حبالُ = محُصَاتٌ كَأحْبُلِ الخُناقِ
غيرَ أنّ التَحنيقَ مُردٍ وهذا = ألَمٌ مع الدهر باقِ
فإذا أخْفَقَ الرجاءُ من الدونِ = فأكْرِمْ بِذاكَ من إخفاق
سَورةَ السمّ فِي التعزّز أوْلىَ = من شِفاءٍ بالذُلِّ فِي لدرياقِ
[/poem]
ومنه من الخفيف:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
اضطرارُ الحُرّ الكريم إلى الدونِ = جــــاز غـــايةَ الإســـرافِ
لا يشين المجد المنيف ولا ينقص = قـــدر الشريف فِي الإشرافِ
هل يعاب العطّار يوماً إذا أصبَحَ = ذا حــــاجـــــــة إلى كــــتّافِ
[/poem]
لمّا ولي المستضيء الخلافة وخلع عَلَى وزيره عضد الدين أبي الفرج ابن رئيس الرؤساءخلع الوزارة دخل الحيص فأنشد قصيدة،
منها من الوافر:
[[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
center]أقولُ وَقَدْ تَوَلىَّ الأمْر حبرٌ = وليٌّ لَمْ يَزَل أبداً تقيّا
وَقَدْ كُشف الظلام بمستضيءٍ = غــــــدا بالخلق كلّهِمُ حفيّا
وفاض الجودُ والمعروفُ حَتَّى = حـــــسبناه حَباباً أو أتِيّا
بَلَغْنا فوقَ مَا كنّا نُرَجّــــي = هـــنيّاً يَا بني الدنيا هنيّا
سألنا الله يَرْزُقُنا إماماً = نُسَرُّ بِهِ فأعطانا نبيّا[/center]
[/poem]فأجازه عنها القرية المعروفة بالمستطرفية من نواحي بهرس،
فقال فِيهِ من أبيات منالخفيف:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
يَا إمامَ الـــــــــهدى عَلوْتَ عَلَى = الجودِ بملٍ مـن فضّة ونضار
فوهبتَ الأعمارَ والأمنَ والبُلُدانَ = فِي ســــــاعةٍ مَضَتْ من نهارِ
[/poem]
فبماذا أُثني عَلَيْكَ وَقَدْ جاوزتَ فضل البحُورِ والأمْطارِ
وله أيضاً:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
ما طابَ شيءٌ في الزمانِ لِسامِعٍ = أو ناشِقٍ اِلاَّ وعِرْضُك أطيبُ
كلاَّ ولا بَعُدَ النَّدى عنْ شائمٍ = مُستمطرٍ اِلا وجودكَ أقْربُ
ضنْكُ الجوانح بالهضميةِ مُحرج = واذا حَلُمْت فان صدرك سبْسبُ
قد أعْتبَ الدهرُ الخؤونُ لعاتبٍ = أوسعتَه صدراً ولم يكُ يُعْتِبُ
فسُطاكَ موتٌ للأعادي قاتِلٌ = ونَداكَ للعافين غَيْثٌ صَيِّبُ
[/poem]
وله أيضاً:
[poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
مظفر الدين إنْ فاقَ الرجال فقد = فاق الجياد بيوم الطَّردِ أشْهبهُ
تعلَّـــــم السَّبْقَ منه في منـــاقبهِ = من فرط ما راح يجريه ويركبُهُ
مُصْغٍ إلى هاجس من سر فارسه = كأنه بضمير الركضِ يضْربهُ
يدنو عليه بعيد الأرض مُرتكضاً = كأنَّ مربطهُ في الشد سبسبه
يَرَ نُقشٌ كسليمانٍ بأشْهبـــــــَه = إذا غدا ورخاءُ الريح مركبه
لما تعوَّد في حربٍ خِضابَ دَمٍ = غدا لدى السلم بالحِنَّاء يخضِبهُ
[/poem]
تحياتي لكم ،،،،،،،،،،،،،،،،،