أرذل العمر
عدد كبير جداً وضخم من الأسرّة الطبية في المستشفيات السعودية مشغولة بكبار السن الذين وصلوا لمرحلة أرذل العمر..
عدد كبير جداً وضخم من الأسرّة الطبية في المستشفيات السعودية مشغولة بكبار السن الذين وصلوا لمرحلة أرذل العمر.. تلك التي ورد ذكرها في القرآن الكريم: "ومنكم من يُتَوَفَّى وَمنكم من يُرَدُّ إِلَى أرذل العمر لِكَيْلا يَعْلَمَ من بَعْدِ عِلْمٍ شيئا". هؤلاء لا يحتاجون شيئاً سوى الرعاية التمريضية المنزلية، حيث ضعفت قواهم وفقدوا قدراتٍ كثيرة، وبالتالي هم بحاجة لمن يرعاهم ويعتني بهم، وبطعامهم وشرابهم، ومواعيد أدويتهم فقط. اللافت حسبما أقرأ وأسمع وأشاهد هو كثرة وجود هؤلاء في المستشفيات.. وهو ما يعني حرمان عددٍ كبير أيضاً من الناس المحتاجين لهذه الأسرّة. دعونا نتحدث بصراحة: هذه المشكلة كشفت وجهاً قبيحاً لبعض أفراد المجتمع؛ حينما تأتي اللحظة التي يحتاجك فيها والدك أو والدتك تتهرب وتلقي به في المستشفى كأنه قطعة أثاث! هذه جريمة إنسانية لا تغتفر..
هذا نوع من أنواع العقوق والعياذ بالله.
سمعت من أحد مديري المستشفيات قوله: إن لديهم في المستشفى كبار سن يحتاجون فقط لرعاية وملاحظة منزلية، ومع ذلك جاء بهم ذووهم وأدخلوهم المستشفى وغادروا دونهم.. يقول: حينما نتصل بهؤلاء ونطلب منهم الحضور لاستلام ذويهم يرفضون ويقفلون جوالاتهم! لا أتحدث اليوم عن المشكلة التي تواجهها وزارة الصحة؛ الوزارة قادرة على حل مشاكلها بنفسها إن أرادت، الحديث فقط عن هؤلاء البشر الذين يتصدرون المجتمع ويوجهون الناس وينتقدون التصرفات، وحينما تتأمل واقع أحدهم تجد أن رمى بأحد والديه في المستشفى، إما تلبية لرغبة زوجته (النسرة) والعياذ بالله، أو لأن هذا (الخروف) فاقد لأبسط معاني الإنسانية، على الرغم من حاجة هؤلاء المسنين إلى من يرعاهم، ويخفف عنهم آلام شيخوختهم. بالتأكيد تعرفون نماذج سيئة حولكم، من هؤلاء الذين نزع الله من قلوبهم الرحمة، والمشكلة أنكم تحتفون بهؤلاء في احتفالاتكم ومناسباتكم! أي تقدير ووفاء ترجونه من إنسان تخلى عن أمه أو أبيه؟!
صالح الشيحي 2011-07-03 2:15 AM