بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين
فكما ذكرنا سابقا بأن ذكر القصص الهدف الأول منه هو العبرة ، فإليكم اليوم قصة أحد فرسان قبيلة الجميل الهلالية وهم :
الفارس / حمدان بن خلف البسام الجميلي
والفارس / محمد بن خلف البسام الجميلي
كانوا في رحلة بأهلهم جميعا وهذه عادة البدو يرحلون من مكان لآخر إما بحثا عن كلأ المواشي أو بحثا عن العيش ، وكان معهم حمدان بن عيد الخليفة الجميلي حيث كان مسنا في العمر ، وبينما هم باللغف ( اللغف : منطقة فاصلة بين النفود والصحراء ) قبيل المغرب ، وضعوا امتعتهم ونوخوا ركابهم ، فإذا بأربعة أشخاص من المسمّين من قبيلة مطير ينزلون ضيوفا عليهم فأكرموهم حق الإكرام وباتوا بجوارهم في تلك الليلة .
وكان من عادة الرحل إذا نزلوا بمكان ما أن يخفوا قربة ( القربة : هي وعاء يحفظ فيه ماء الشرب وعادة ما تكون من جلد الغنم أو الماعز) بعيدا عن مكانهم خوفا من الموت عطشا في حال سرقة مواشيهم وأمتعتهم من قطاع الطرق .
فلما أصبحوا قاموا بإفطار ضيوفهم وموادعتهم ، فكلا ذهب بسبيله .
عندما رحل الضيوف عنهم ذهب حمدان ومحمد البسام بحثا عن الصيد وكشف الطريق وتركوا حمدان العيد عند أهلهم ، وفي غيابهم رجع المسمين وخانوا العهد بهم ، ثم أخذوا جميع ما لديهم من ركايب وأمتعه ( 7 ركايب حسب الرواية ) وأخذوا الشيخ المسن حمدان العيد معهم ، فلما ذهبوا به بعيدا رموه بعد تكبيله بالقيود.
فلما رجع الأخوان حمدان ومحمد إلى أهلهم فإذا بركابهم وأمتعتهم قد سلبت ولولا الله ثم القربة التي أخفوها لماتوا من العطش ، وعلموا من اهلهم بأن ضيوفهم خانوا بهم وسرقوا ركابهم ، فتتبعوا أثرهم فلما قطعوا مسافة ليست بالقريبة فإذا بزميلهم حمدان العيد مكبل فأطلقوه وأكملوا مسيرهم على أثر قطاع الطرق فلما قربت الشمس من الغروب فإذا هم يرون قطاع الطرق من مسافة بعيدة . فتركوا مسارهم وأسرعوا ليأتوهم من أمامهم ، لأن قطاع الطرق ينظرون خلفهم خوفا من اللحاق بهم.
فلما كانوا أمامهم أطلق حمدان ومحمد النار على اثنين منهم فأردوهم قتلا ، وكان السلاح قديما إما ( الفتيل ) أو ( القبسون ) أو ( أم شوكه ) وكان هذا السلاح لا يحمل إلا رصاصة واحدة ، فهرب الباقيان من قطاع الطرق ولحقوا بواحد منهم وقتلوه أما الرابع فقد هرب.
فاستردوا ركابهم وكسبوا ركاب قطاع الطرق وعادوا إلى أهلهم ، وخاب من حمل ظلما.
الذي هرب يعرف أسماءههم وبلغ جماعته بالقصة ،فقالوا من مات يستحق ذلك وليس لنا إلا الدية
فذهبوا إلى أمير قبيلة الجميل الشيخ / مهدي بن خلف الجميلي ( 1263 - 1339 هـ ) ، ليخبرهم بمن قتل جماعتهم ، فقال لم أيخبرني أحد بهذه القصة فاذهبوا بعض الوقت وسأسأل عنهم ثم تأتونني بعد مدة ، فلما عرفهم وجاء أصحاب الدم دفع لهم ديتهم وانتهت المشكلة.