السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرباط - 7 - 1 (كونا) -- قال خبير اقتصادي مغربي ان القمة الاقتصادية التنموية والاجتماعية المقرر عقدها بالكويت يومي 19 و20 من الشهر الجاري تعد فرصة مواتية للبلدان العربية من اجل التنسيق فيما بينها لتجاوز تأثيرات الأزمة المالية العالمية.
واضاف وزير التنمية القروية الاسبق استاذ العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الخامس بالعاصمة الرباط محمد محتان في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الطاقات والمؤهلات العربية التي وصفها ب "الضخمة" قادرة على المساهمة في تجاوز هذه الأزمة.
واعتبر المبادرة الكويتية بعقد هذه القمة تشكل منعطفا حاسما في الرقي بالعمل العربي المشترك وتقريب وجهات النظر حول عدد من القضايا التنموية التي تهم شعوب العالم العربي.
ودعا محتان المشاركين في القمة المقبلة الى وضع العديد من التصورات المنطقية والواقعية التي من شانها ان تعطي للقطاع الاقتصادي والاجتماعي والتنموي العربي آفاقا واعدة تساهم بشكل كبير في الوقوف في وجه مظاهر العولمة.
ونوه الاكاديمي المغربي بالامكانات العربية الاقتصادية والمالية التي وصفها ب "الهائلة" مؤكدا ان الاعتماد على تلك الامكانات الى جانب الثروة الطبيعية والبشرية يؤدي الى نتائج ايجابية في عدد من القطاعات التنموية.
واكد ان العديد من البلدان العربية المصدرة للنفط استفادت بشكل مهم من ارتفاع اسعار النفط خلال الاونة الاخيرة مشيرا الى ان هذا المعطى بامكانه ان يقوي القدرات المالية والاقتصادية العربية.
راى محتان ان القمة المقبلة من واجبها ان تطرح خلال جدول اعمالها افاق دعم البلدان العربية النامية والمحتاجة موضحا ان هذه المبادرة تساهم بشكل اساسي في تعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك.
وشدد على ان القمة ستكون محطة كبرى لترسيخ قيم التآزر والتضامن والتكامل الاقتصادي العربي موضحا ان ذلك يشكل محفزا حقيقيا لمواجهة مختلف التحديات الدولية.
واشاد بالمبادرة الكويتية من اجل تنظيم هذه القمة في هذا الظرف بالذات الذي وصفه ب"العصيب" موضحا ان القمة ستكون فرصة تاريخية لا تعوض من اجل بحث عدد من القضايا العربية المشتركة وتاتي في مقدمتها قضايا التنمية والشؤون الاجتماعية والتجارة والاستثمار وغيرها.
وقال في هذا الشان ان دولة الكويت تعد من البلدان العريقة التي انتهجت سياسة الدبلوماسية الاقتصادية والاستثمارية التي تسعى الى دعم البلدان العربية الشقيقة وتقوية بناها التحتية وتنمية استراتيجيتها وبرامجها الاجتماعية والتنموية
واشاد بالمناسبة بالدعم السخي الذي تتلقاه الحكومة المغربية من قبل الصندوق الكويتي للتنمية عدد من القطاعات فضلا نشاط القطاع الخاص الكويتي في المغرب وبخاصة في المجال العقاري والسياحي والمالي والزراعي وغيره.
وأكد في هذه السياق ان المغرب يفتح امام المستثمرين الأجانب وبخاصة العرب آفاقا واسعة من اجل إقامة مشاريعهم الاستثمارية وذلك في ظروف مناسبة ومرنة من الناحية الادارية والتشريعية.
وقال ان بلاده "ستدفع خلال القمة المقبلة نحو انشاء تكتلات اقتصادية كبرى لمواجهة العولمة من الناحية الاقتصادية وعن المشروع الاقتصادي المغاربي" معبرا عن اسفه في الوقت ذاته من عدم استكمال الوحدة لاقتصادية بمنطقة المغربي العربي.
واضاف ان التكامل والاندماج الاقتصادي بمنطقة المغرب العربي يعد جزءا من التكامل الاقتصادي العربي وذلك من اجل مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية الاخرى في زمن العولمة.
وشدد على وجود عنصر الثقة في المناخ السياسي والاقتصادي في المغرب فضلا عن توافر العديد من التحفيزات التي تساعد على اجتذاب مزيد من الاستثمارات العربية الى المملكة.
واكد ان موضوع الأمن الغذائي الذي سيطرح بالحاح خلال القمة المقبلة يعد موضوعا استراتيجيا بامتياز داعيا البلدان العربية الى جعله ضمن اهتماماتها خلال القمة المقبلة لأنه "قضية مستقبل".
ودعا الاكاديمي محتان في نفس السياق الى مواجهة تحدي قضية الامن الغذائي وذلك بتعزيز التعاون المشترك كل بلاد عربية حسب مؤهلاتها الطبيعية والمالية وثروتها البشرية.
كما دعا الى التركيز خلال القمة المقبلة على النهوض بالقطاع الاجتماعي ولا سيما الاهتمام بقضايا المرأة والطفولة اضافة الى المساهمة في القضاء على الامية والبطالة وغيرها.
وعبر عن امله في تسفر توصيات القمة عن الاهتمام بسكان قطاع غزة من الناحية الاجتماعية والتنموي والتفكير في اعادة بناء المنازل والمؤسسات التعليمية والاجتماعية وغيرها مع دعم الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا.
واقترح بالمناسبة التفكير في احداث صندوق عربي يكون مخصصا لمواجهة الازمة المالية العالمية الحالية وذلك من اجل مساعدة البلدان المتأثرة بالأزمة على النهوض بقطاعاتها المالية والمقاولاتية بالخصوص.
كما تمنى ان يخصص جزء من فائض ارباح بعض الدول من العائدات النفطية بالخصوص ليوجه الى دعم الاستثمار واقامة مشاريع استثمارية ذات مردود اجتماعي وتنموي تواجه في العمق معضلة البطالة والأمية والفقر.(النهاية) ص ف / ز ع ب