قصيدة خلف الجميلي يتناقلها الناس وتنسب لغيره
--------------------------------------------------------------------------------
اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
الجمعة 1428-08-11هـ الموافق 2007-08-24م العدد 12488 السنة الأربعون
--------------------------------------------------------------------------------
في وهجير
عافت مطر الجلال الجميلي
قصيدة خلف الجميلي يتداولها الناس وتـُنسب لغيره
عافت مطر الجلال الجميلي
كان الشاعر الكبير : خلف بن مسيعيد الحفر الجميلي وبعض رفاقه شباب في مقتبل العمر لم تتعدى خطاهم ومنذ نعومة أظفارهم حدود ديارهم ( الحجرة ) فهم يتنفسون شيحها وقيصومها وجعدها ويعطرهم نفلها وبختريّها ويتنقلون بين جيّانها وشعبانها وأوديتها وريضانها تبعاً لمشتهى أنفسهم ومنفعة حلالهم . انطلق الرفاق بحثاً عن العمل وطلباً للرزق حوالي عام 1974م قاصدين دولة قطر ولم يطل انتظارهم فقد حصلوا على الوظائف وزادت الغربة روابط صداقتهم فأصبحوا أكثر التصاقاً ببعضهم ولم تلههم تكاليف الحياة وحلاوتها مراتع الصبا فهم يسترجعون دائماً ذكرياتهم القديمة أيام صباهم في هجرة ( الحدقة وجو غنيم وجو الحديق وهجرة لينه ونصاب ) تلك الأماكن الرعوية التي قضوا فيها أجمل سنين عمرهم بأيامها ولياليها ويتمنون أن تتاح لهم الفرصة للعودة لها واستعادة تلك الليالي الخوالي التي يشدهم لها هوى الأوطان شداً ولا يجدون بداً من معصية الهوى ومهادنة شوق أنفسهم وتهدئته بالتمنّي . ومما كان من تمنيهم تلك القصيدة التي تفتقت بها قريحة الشاعر الكبير : خلف بن مسيعيد الحفر:
ليتــــــــنا كلّ خمــــس شهور نطلع بإجازه
والمعـــــــاشات تمـــــــشي والإجازه مدِيّه
ليت من طــــــــاف ( ابوسمرا ) وخرّج جوازه
خالـــــــــــصينٍ من التخريج والشمس حَيّه
فوق بنــــــــــــزٍ جديدٍ بالموديل وطرازه
مشترينه بــــــــــكدّ ذراع ماهو عطيّه
ما حَـــــــــــلا حدْر ضَوح الشمس لمحة قزازه
يصفق المِيل بالستين من فوق مِيّه
والدرَيول يســـــــــــــــُوقه عارفٍ لإمتيازه
ما بقلبه لصنع « الجرمني « مرحَميّه
الحســـــــــــــــا لو يجونه ما لهم فيه عازه
كل واحد على الممشى يشجّع خويّه
ناحـــــــــــــــــــــرينٍ عشيرٍ خزّ قلبي خزازه
الله اللي سخـَرني له وسخّرْه ليّه
والتي سار مطلعها مثلاً يتداوله الناس ولا يعرفون قائله فنسبت القصيدة المكونة من سبعة أبيات لأكثر من شاعر وزيد عليها ونقّص منها وحصل فيها خلط كثير أما شاعر القصيدة فقد أغناه الله في بلده وكفاه عناء الغربة هو ورفاقه فرجع الى بلده وذاب ألم غربته بسعادة إستقراره ،ولم يدر في خلده أن قصيدته ستنسب لأحد غيره حتى انتشرت قنوات الشعر الفضائية وتفاجأ بقصيدته تذاع بأكثر من قناة وفي كل قناة تتم نسبتها لشاعر مختلف وآخر تلك القنوات قناة قطر في برنامج يقدمه الشاعر الكبير حمد بن محسن النعيمي الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بالشاعر خلف الحفر وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن القصيدة له وذكر مناسبتها السابقة وهي ليست من أجمل قصائده لكنها نالت النصيب الأوفر من الشهرة.