متى تكون عبارة (( الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ))صحيحة ؟؟

((الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية))



عبارة معروفة نسمع بها كثيرا لكن قلة منا من ينفذها و صار الخلاف يفضي إلى شجار في النهاية مهما حاول الطرفان


ما السبب في ذلك و لماذا فقدت تلك العبارة جوهرها و معناها ؟

السبب الرئيسي في ذلك هو أننا لم نعرف بعد ما معنى الخلاف في الرأي فصار مبدأ خالف تعرف يحكمنا
دعونا أولا نضع شرطا للخلاف في الرأي و هو أن يكون هناك رأيان يستندان إلى أسس منطقية و عقلية سليمة و ليست كل فكرة رأي


الرأي هو رؤية نابعة من منطلقات و أسس و ليس مجرد تعنت و فكرة بلا أساس و لا منطق


كل الاختلافات الموجودة بين الأئمة الأربعة مثلاً تحمل آراءً منطقية و مستندة إلى أدلة شرعية و أسس علمية صحيحة



و ليس من المعقول أن تأتي بفكرة تنافي كل منطق و عقل و شرع و تقول لي بأنها رأي
عندما تهاجم ديني أو مجتمعي أو رأيي و تسيء إليه دون وجه حق و دون أدلة أو منطق فهذا ليس اختلافا في الرأي و ليس رأياً أصلاً



و في المنتديات هناك صورة أخرى توضح ما أقصده فعندما تكتب مقالاً أو رأياً و تجد رداً من أحد الأشخاص لا يتناسب مع الموضوع و يحرفه عن خط سيره و يغير معناه فكيف يكون هذا خلافاً في الرأي ؟؟؟



الخلاف في الرأي يكون حول موضوع محدد و وحيد و ليس بأن تأتي برد يتكلم عن موضوع آخر تماماً ؟
منذ فترة كتبت موضوعاً عن خطأ اقتصار العبادة على شهر رمضان فقط و تركها طوال العام فجاء رد غريب من أحد الإخوة و تكلم فيه عن أمر آخر تماماً و هو (( التألي على الله )) و حاولنا أن نقنعه بأن التألي على الله موضوع آخر لا علاقة له بما كتب هنا لكنه أصر و سفه الموضوع الأصلي و أساء إليه و أفرغه من محتواه


فهل يعتبر ذلك الشخص صاحب رأي هنا حتى يتكلم عن الخلاف في الرأي ؟؟



لنفترض مثلاً موضوعاً يتكلم عن فوائد الاستغفار مثلاُ و يأتي شخص و يقول لك الاستغفار لا يفيد و لا يغير شيئاً



فهل هذا رأي حتى تقبل به و تخالفه بود ؟؟؟

هذا كلام فارغ بلا أساس و لا منطق و لا يعتبر رأياً


إذاً الرأي يحتاج إلى شروط كي يكون رأياً في الأساس



1- الاستناد إلى أسس منطقية و مجموعة من النظريات و المسلمات العقلية التي لا يختلف عليها اثنان





2- أن يكون خالياً من التناقض في أساسه و بنائه فليس من المعقول أن تقبل بفكرة متناقضة في جوهرها و تعتبرها رأيا تحترمه




3- أن يحترم دين و ثقافة و فكر صاحب الرأي الآخر





4- عندما يكون المتحاوران من ملة واحدة و دين واحد فمن شروط الرأي أن لا يتعارض مع دليل قرآني أو نبوي صحيح يشكل قانوناً إلهياً مسلماً به من قبل كل من يعتنق ذلك الدين





5- الابتعاد عن الكبر و هو رفض الحق و الدفاع عن الباطل دون وجه حق أو منطق و الاستعداد للاعتراف بالخطأ مهما كانت العواقب





6- أن لا يكون الهدف من الرأي شخصياً أي أن لا يتعمد الشخص مخالفة رأي شخص آخر فقط لأمر شخصي بينه و بين صاحب الرأي





7- الابتعاد عن الغيرة و الحسد فبعض تلك الأفكار تنجم عن غيرة من صاحب الرأي و لا تستند إلى أسس منطقية و سليمة فلا يمكن اعتبارها رأيا






8- الانتباه من التسرع في فهم الرأي قبل أن تخالفه و التركيز في قراءة الرأي و التمعن في معانيه و أهدافه و الغاية منه و يفضل عندما تجد نقطة غير واضحة أن تسأل صاحب الرأي عن تلك النقطة بالذات فقد يوضحها لك فينتفي الخلاف عندها





إذاً لكي لا يفسد الخلاف في الرأي للود قضية يجب أن يكون ذلك الخلاف مبنياً على أسس سليمة و أدلة صحيحة بلا تناقض أو تسرع ، و يجب أن يكون الرأي الآخر نداً للرأي الأول في تنسيقه و مقومات إقناعه
و إلا فلا يمكن الخلاف بين رأي و فكرة فالرأي ليس مجرد فكرة و ليست كل فكرة رأياً

و السلام عليكم و رحمة الله ...


الكااااسبر....