الهواتف الذكية تقود المنافسة
التحدي بين «سامسونج» و«أبل» يمتد إلى الأجهزة المحمولة والتلفزيون
هاتف 3 galaxy s الذي كشفت عنه شركة سامسونج لتنافس بقوة في سوق الهواتف الذكية.
كريس نوتال من سان فرانسيسكو وجونج سونج من سيول
عادة ما تكون الدعوة إلى إطلاق منتج كبير على نطاق واسع هي السمة المميزة لمضايقة عالم منتجات شركة أبل من آي فون أو آي باد.
ولكن شركة سامسونج اتخذت صفحة أخرى من كتاب قواعد اللعبة التي تمارسها منافستها، حيث دعت شركة سامسونج وسائل الإعلام إلى ''المجيء ورؤية الجيل الجديد من هواتف جالاكسي'' وأزاحت الشركة الستار عن الهاتف الذكي جالاكسي إس 3 في قاعة إيرلز في لندن.
ومن المحتمل أن يكون الجهاز الذي يستخدم نظام أندرويد المصمم من قبل شركة جوجل أكبر منافس لآي فون في مبيعات هذا العام. فقد تم بيع سابقه، جالاكسي 2، إلى ما يزيد على 20 مليون وحدة. لكن تتجه الشركتان في مواجهة بعضهما البعض في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والحواسيب اللوحية، وربما في وقت لاحق من هذا العام أجهزة التلفزيون - إذا كان المحللون على حق في توقعاتهم من أن جهاز أبل في الطريق للظهور.
وتتقارب الشركتان في مجال تطوير المنتجات حيث قدمتا أكثر من 50 شكوى براءة اختراع ضد بعضهما البعض على الصعيد العالمي خلال العام الماضي. ولكنهما لم يترصدا لبعضهما البعض. كما إن شركة أبل تعتمد على شركة سامسونج، أكبر شركات التكنولوجيا في العالم من حيث الإيرادات، حيث توجد منتجاتها من رقائق الذاكرة وشاشات العرض في قلب منتجات الشركة المنافسة.
وبناء على نجاحها، بدأت شركة سامسونج تسخر من استراتيجية التسويق لشركة أبل، حيث تم انتقاد الإعلانات في الولايات المتحدة من التشابه في المظهر بين آي فون 4 وآي فون إس 4، كما حثت مشترين منتجات شركة أبل على ألا يكونوا كالقطيع.
المفارقة أن شركة سامسونج نفسها كانت تحاول تقليد منتجات شركة أبل من الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية ولكنها حتى الآن لم تتمكن من التوصل إلى منتج ثوري من إنتاجها بنفس الطريقة التي تنتهجها شركة سوني في صناعة جهاز ووكمان أو الآي فون والآي باد من شركة أبل. ولكن، في الوقت نفسه، يتساءل بعض المحللين عن كيفية تأثير غياب ستيف جوبز، أحد المؤسسين المشاركين لشركة أبل، على تنمية منتجات الشركة في المستقبل.
ويقول بيتر يو، المحلل في بنك بي أن بي باريبا في سيول ''سيكون من الصعب على شركة أبل التوصل إلى إصدار منتجات ثورية في كل مرة، خصوصا مع ذهاب ستيف جوبز''.
ووفقا لبنك استثمار كناكورد جينويتي فإن المكانة العظمى لشركتي ''سامسونج'' و''أبل'' في الهواتف أدت إلى تحقيق 99 في المائة من أرباح هذه الصناعة في الربع الأول. ويناضل بعض الشركات المنافسة مثل ''نوكيا''، و''بلاك بيري''، و''موتورولا''، و''إتش تي سي''، و''إل جي'' و''سوني'' لتحقيق الأرباح حتى الآن خلال هذا العام.
ويقول بن وود، أحد المحللين في مجال صناعة الهواتف في شركة سي سي إس إنسايت: ''تواجه الصناعة خطر هذا الاحتكار الثنائي من شركة أبل وشركة سامسونج''، ويضيف معلقاً: ''ينبغي لشركات تلك الصناعة أن تخفف من هذه القبضة ويجب على المستهلكين القلق حيال ذلك. وقد أصبحت الهواتف النقالة منصة الحوسبة المهيمنة ونحن بحاجة إلى المنافسة، فضلا عن الابتكار المستمر للحفاظ على هذا الأمر''.
ووفقا لتصريحات ريتشارد ويندسور أحد محللي التكنولوجيا في شركة نومورا للأوراق المالية أنه في الوقت الراهن، تشعر الشركات المعنية بتكنولوجيا الهواتف الخليوية بالرضا لوجود بدائل لمنتجات شركة أبل في منتجات شركة سامسونج. وقد أدى الآي فون إلى كسب قليل من هوامش الربح. ومثلها مثل ''أبل''، فإن صعود ''سامسونج'' كشركة من شركات الإلكترونيات الاستهلاكية يعتمد على نجاح صناعة هواتفها. فحينما كانت تعرف ''أبل'' بصناعة الحواسب الآلية خلال فترة التسعينيات، عرفت ''سامسونج'' بالموجات الدقيقة وغيرها من الأجهزة المنزلية.
ويضيف وود: إن بعد إطلاق آي فون في عام 2007، قدمت شركة سامسونج هواتف نقالة تحمل اسم ''بطل'' من منتجات شركتها واستثمرت مبالغ طائلة في تسويقها. وكان الأمر سريعا في تطبيق صناعة شاشات اللمس، وازدادت صناعتها وتصاميم محتوياتها على نطاق واسع.
ويشير يو بقوله: ''شركة سامسونج من إحدى أكبر الشركات. ولكنها لا تعمل على خلق السوق، بل يمكنها المواكبة سريعا في أي منطقة من خلال تركيز كل مواردها''.
وطرحت شركة سامسونج مجموعة كبيرة من الموديلات والشاشات ذات المقاسات المختلفة مقارنة بأجهزة الأي فون ذات الشاشات المتجانسة التي تبلغ مساحتها 3.5 بوصة. طرحت ''سامسونج'' هواتف ذكية بدءا من جالاكسي نوت التي تبلغ مساحة شاشته 5.3 بوصة وصولا إلى جالاكسي واي.
لكن لم تعمل هذه الاستراتيجية بنفس القدر الذي عملت به شركة أبل على صناعة الحواسيب اللوحية. تمتلك شركة سامسونج أحجاما مختلفة من شاشات الهواتف التي تراوح بين 7 إلى 10.1 بوصة، ولكنها فشلت في تحقيق تقدم جدي على صناعة الآي باد. ويقول تيم باجارين، استشاري التكنولوجيا في شركة كريتيف استراتيجيس، كان هذا هو الخطأ الأكبر في نظام التشغيل، جوجل أندرويد، حيث لا يقدم نفس الخبرة. ويقول باجارين في هذا الصدد: ''تختلف تماما الحواسيب اللوحية عن الهواتف المحمولة، والإصدارات المتعددة لنظام أندرويد فضلا عن أن عدم المحافظة على مستوى الجودة في إصدارات مختلفة تسبب في قدر كبير من التمزق''.
نظام التشغيل ويندوز 8 من شركة مايكروسوفت الذي يحتوي على شريحة عالية الدقة، يقدم مزيدا من الحلول لمواجهة منافسي شركة أبل عندما ظهر هذا العام. يمكنه أيضا أن يساعد شركة سامسونج في فئة أجهزة الحاسوب ألترابوك - كمبيوتر محمول رقيق وخفيف التي لاقت نجاحا مماثلا لنجاح منافسه، ماكبوك أير، من إنتاج شركة أبل في تحقيق ميزات الحواسيب اللوحية مثل الإيماءات وقدرات الاتصال السريعة، مقارنة بأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
بدلا من أن يكون ''تابعا سريعا'' كما هو الحال في القطاعات الأخرى، ستكون شركة سامسونج في موقف دفاعي إذا ما دشنت شركة أبل التلفزيون الخاص بها هذا العام. أصبحت شركة سامسونج صانع التلفزيون رقم واحد من حيث المبيعات من خلال تقديم مزيد من الميزات، عالية التكنولوجيا وتصاميم شاشة عالية الدقة، على الرغم من أن إنتاج أجهزة تلفاز بتكلفة أقل من منافسيها.
ويقول مايكل جارتنبرج، المحلل في مؤسسة جارتنر ''لا أعتقد أن شركة أبل ستدخل السوق إلا إذا شعرت أن لديها قصة مقنعة، سواء من حيث السعر أو فروق سعر البيع والشراء''.
ويعتقد محللون آخرون أن برمجيات شركة أبل المتفوقة، وخدمتها والمحتويات تعطيها ميزة على شركة سامسونج في أجهزة التلفاز.
وذكر وود قائلا: ''هذا هو الحد المقبول وستشعر شركة سامسونج بأن هناك تقاربا في عالم التلفزيون، والحواسيب اللوحية والهواتف المحمولة،'' ويضيف قائلاً: ''لكن يمكن أن شركة أبل استغلت عثرة شركة سامسونج، إن شركة سامسونج ليس لديها استراتيجية متابعة حول التوصل إلى المحتوى''.
وفيما يتعلق بنجاح منتجات الشركتين، فيجب أن تجذب المرحلة المقبلة للتنافس في مجال التلفزيون الناس على شرائها.
استعراض المنتج
جالاكسي إس 3
لا يعتبر هاتف سامسونج جالاكسي إس 3 ثورة في تصميم الهاتف ولكنه استطاع تحقيق لحظة ناجحة عندما كانت الهواتف ذكية بما يكفي لإيقاف إنذار التعب أو متابعة حركة العين للتأكد من عدم الاستسلام للنوم عند قراءة الكتب الإلكترونية.
في حين إنه قد لا يكون قاتل آي فون وهو ما تأمل فيه مجموعة الإلكترونيات الكورية، فإن جالاكسي إس 3 يعيد معيارا جديدا لمستخدمي الهاتف المحمول بنظام التشغيل، أندرويد 0 ومن المرجح أن يعتمد على شعبية سابقة، جالاكسي إس 2، التي جعلت بالفعل شركة سامسونج الأكثر مصداقية ومنافسة لهيمنة شركة أبل على عالم الهواتف الذكية.
تسبب مستوى السرية والضجيج حول تدشينه في لندن بالأمس في كثير من التكهنات، لذلك هناك خيبة أمل مبدئية في كونه مجرد هاتف لا يختلف في الحجم والشكل عند النظر إليه أول مرة عن جهاز ون إكس الذي أنتجته شركة إتش تي سي الشهر الماضي.
ولكن عند استخدامي للهاتف لفترة وجيزة انبهرت بشكله ووظائفه؛ بدءا من ملمسه الناعم ولونه الأزرق و أزراره المضيئة إلى قدرة الوظائف المتعددة مثل شاشة عالية الوضوح أكبر بكثير من الجيل الثاني السابق من الهواتف، إس 2، هذه الميزة الأخيرة تشعر إلى أي ابتكار أصلي بالفعل، مع القدرة على تصغير حجم شاشة التلفزيون أو تشغيل الفيديو أو إجراء مكالمة فيديو بينما تكتب رسالة بريد إلكتروني في المكان المخصص في الأسفل.
ويأتي ذلك بفضل سرعة المعالج رباعي النواة المشابه لما هو موجود في أجهزة الكمبيوتر المحمول الحديثة، ما يجعل جالاكسي إس 3 أقوى بنحو 70 في المائة من إس 2.
وهناك كثير من وظائف فريدة من نوعها للحفاظ على الهاتف ليكون في الصدارة في مجال مزدحم بأجهزة تعمل بنظام أندرويد. وهناك تحسن في التفاعل مع الهواتف الأخرى التي تستخدم تقريبا نفس القدرات لنقل المحتويات، وكاميرا أمامية لتتبع حركة العين، ونظام صوت محسن يستجيب جيدا للأوامر. والهاتف هو أقل حجما وأخف وزنا من هاتف ون إكس، من شركة إتش تي سي، مع شكل أكثر ارضاء وأكثر وضوحا. وبالمقارنة مع جالاكسي إس 3، فإن أحدث هواتف شركة نوكيا التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز تبدو كأنها تم سحقها حيث إن شاشاتها مزدحمة للغاية، ووزنها أكثر بكثير من وزن إس 3 الخفيف جدا.
والشيء الأساسي لدى المشترين،بطبيعة الحال، هو المقارنة بأجهزة شركة أبل. يتمتع جالاكسي إس 3 بالعديد من المزايا من بينها وضوح فائق للشاشة وأنظمة تشغيل اندرويد المفضله لدى بعض الناس. ومن المحتمل أيضا أن تكون أرخص قليلا من أحدث أي فون، ولكن لم يتم الإعلان عن السعر حتى الآن.
ويأخذ إس 3 اندرويد أقرب إلى الكمال ولكنه ليس بالجهاز الذي يمنع أنصار شركة ابل من الاتتظار حتى صدور الجيل الجديد من عائلة أي فون المتوقع خلال هذا الخريف