قصيدة الشاعر : مخلد الغنيم
الاندلس باللغه الفصحى
متَى يـَا ربـابَ الـوسـمِ غيثُك هـاطـلُ.؟=
لــك اشتــاقَ قَـلبي والرُّبا والبــَلابِِـلُ
وكم مِـن أراضٍ بانـتِـظارِك أجدبَــتْ =
فـقُلِّـي لـك العُتْبَى مَـتَى أنتَ نـَـــازلُ؟
سنابـلُ خُـضْرٍ قد خَـلَتْ من محـاسِنٍ =
وإن هَـلَّ غـيـثٌ تـحتَـضِـنْه السّنَـابـلُ
قرأْتُ رقيقَ الشّعْـرِ يُطْربُ خـاطِــري =
وقولــيْ " رقيقٌ" ذاك حـينَ أُجَــامـلُ
لقد هيّضَ المشتاقُ ذكرى "مـنـازلٍ =
لـِقومي .. وفـي قـلـبي لهُـنّ مـنـازلُ"
بأنْـدلـُس الـزهــْـراءِ والـجَـنّـةِ الّتـِي =
سـقَـتْها قـلــوبٌ واحـتـوتْـهـا جَـداولُ
ربـيـعٌ ذوى فـيْـها مِن الـحُـبِّ وارفٌ =
وشقـشـقةُ الأطـيارِ.. والغصْنُ مائـلُ
على راقصاتِ الطلِّ حينَ استَباحَـها =
نسـَـيـمٌ مـِن الغَرْبِـيّ عَـذبٌ مـغـازلُ
أعيدُ لَـها هـلْ "جـادِكِ الغيـثُ إِذ هَـمى =
ألا يَا زمـانَ الـوصلِ"كـيفَ التواصلٌ؟
سـقـى الـّلهُ آثـارَ الـفـتـوحـاتِ إنـها =
سِــجـلُّ جـهــادٍ بـالـبطـولاتِ حـافِـلُ
بـكـتْ لِـفـِــراقِِ الـمـسلـمـيـنَ مـنَـابـرٌ =
وحنـّتْ أراضٍ.. واستفاضَتْ خمائِـلُ
أقـامُـوا بِهـا حـيـْناً مـن الدّهـرِ رائـعاً =
فـمــا اعـتَـقـَـدوا أنّ الّلـيالي رواحـلُ
أقـامُـوا عـلـى خـيـرِ الـنّـعِـيمِ وظـلّـِه =
بـأنـْدلـسِ الأمـْجــادِ والـشَّــكُّ زائِــلُ
كـأنّـي بـِهِـمْ لــيـلاً سـراة ً جـحـافــلاً =
تَـسَـاقَوا كؤوسَ النّصْرِ والنجمُ آفِـلُ
سَهَارى لَهُم في مقلةِ الجديِ موضعٌ =
وفي الرملِ آثارٌ وفي البَحْرِ سـاحِـلُ
وفي الداجي الموسومِ بالخوفِ زأرةٌ =
وتـمـتـدُّ فـيـهِــم للـثُّغـورِ الجـحـافـلُ
لهُـمْ في جِهاتِ المجدِ نـورٌ مشعشعٌ =
سـعـت فـيه نـحـو الـعـالمين الأنامِـلُ
وقــوَّتُـهــم فـي اللّـه .. لـّله وحـْــده =
وكـلُّـهــمُ عـن خــاذلَ الـــذُّلِ غــافِــلُ
تـدُكُّ حصونَ الـرومِ شهبُ خيولـِهـم =
فــذاك حَـمَـى ثغـراً.. وذاك يــقـاتــلُ
فلا خانـَهـم فـي نـصــرِهم قـِل قــوةٍ =
ولا انقـطـعـتْ في ما رجَـوه الوسائـلُ
تداولـتْ الأيـّامُ عـطــرَ سـروجـِهــم =
على عادياتِ الحربِ والحربُ ساجِـلُ
رموا بِِصدى التّاريخِ أقواسَ مجدِهم =
فكـم باتَ مقتولٌ .. وكـم عاشَ قاتِـلُ
نَأوا عــن دِيـارٍ وافْـتـِــخارٍ وعـِــزةٍ =
وأضـحَـتْ تـراثـا سطّـرتـْها الأوائِـلُ
وأيّامُهــم مــرّت سـريـعــًا بـمجدِهم =
كمـا مــرَّ حــقٌّ يقتـضــي منه بـاطـلُ
مَضوا واسْتَمَرَّ الدَّمْعُ يَنزفُ أعْصُراً =
كـأنَّ الـــدّمـوعَ الــنـازفـاتِ قــوافــلُ
ألا يا قَـَــديمَ العشق ِ يا رجمَ مجدِهِـم =
أهُـمْ فـارقـوا حـقاً .. فـما أنت قـائــلُ.؟
ويـَــا جَـبـلاً غـنـَّـى به ابْـن خـفاجـةٍ =
هـل الحُـزن في عيـنـيك للآن مـاثــلُ؟
ويـَــا جبــلاً في عزِّه باسْمِ طــــارق ٍ =
تُحــيـّـيْك بالـحُـبِّ الحصى والجنـادلُ
يــَـحقُّ لتـَـاريـْـخِ الـــزمــانِ بكــاؤه =
ولو كانَ في اسْترجاعِ مجدي يُحَاولُ
عَرفـْـنـا مَـدى فَـرق الـزَّمَـانِ بِـأهلِـهِ =
فـلا تَســألَـنْ أيـن الـكِـرامُ الأفَــاضِـل.ُ؟
ويــَا عهـدَنا الـمـاضي أما لك عودةٌ =
تـُعـيـدُ تـُــراثي .. فـالجـميعُ تشاغـلوا
تساقَطتْ الأعْضاءُ في عصرِ ضَعفِنا =
وفي ضَعـفِنا ذا العصر يحتارُ عاقــلُ
فقد حـاقَ لونُ الذلِّ حاضرَ عـصـرِنا =
كـأنّـا - إذا عُـــدَّ الجمــيـعُ – قـلائــلُ
دهانا سكـونٌ .. واضمحلتْ عـقـائـدٌ =
وشابـتْ جفونٌ.. واستطالت أسـافــلُ
أصـرنــا غُثـَـاءً؟!..والزيادةُ فـضلـةٌ =
كـما زُيّـِدتْ بـــيـن الـكلامِ الـفـواصـلُ
فَـلا عِــزَّ إلا تـحــت ظــلِ شـريـعــةٍ =
مـن اللهِ لا شـرعٌ يـسمّـيـْـه جــاهــلُ
ولـن نـَطلُبَ التبديلَ في شرعِ ربِّـنـا =
فـمـا عـوّضتْنا في الزّمـانِ البـدائــلُ
فيـاأيـُّها الــمجــدُ الذي لك عــودةٌ =
ستـَأتي ولـو مــا قـربتْـك الـنّـوافــلُ
سـَـلامٌ على الزهراءِ.. والقلبُ والهٌ =
وقُــرطُبةَ الحَمْراءِ.. والدمعُ سائــلُ