أوقفت جمعية البر الخيرية في حفر الباطن، موقتاً، صرف مساعدات الزواج، بعد أن قدمت قروضاً وإعانات لـ220 شاباً. فيما عجزت عن صرفها لنحو 80 آخرين، بسبب عدم توفر السيولة. ويواجه شبان محافظة حفر الباطن، صعوبات عدة، في حال قرروا الزواج، أبرزها ارتفاع المهور بما يثقل كواهلهم. ويقدر ناشطون اجتماعيون كلفة الزواج بنحو 70 ألف ريال، وقد تصل إلى 150 ألفاً، فيما تتخطى في حالات قليلة، حاجز المئتي ألف، مشيرين إلى أن هذا العامل، من أبرز أسباب ارتفاع نسب العنوسة في حفر الباطن.
و يطالب كثير من المختصين في شؤون الأسرة والمهتمين في قضايا المجتمع، بافتتاح مكاتب لتيسير الزواج في حفر الباطن، كون هذه الخطوة ستحقق «المزيد من الاستقرار الأسري، لأن صعوبات الزواج تجعل من الشباب، في حال من الاحتقان والضغط»، مبدين خشيتهم من «انفجار المشكلة في أي وقت». وقال خلف العنزي، أحد المسؤولين في جمعية البر في حفر الباطن: «إن الحاجة لافتتاح مكتب تيسير الزواج، أصبحت ماسة، وبخاصة إذا كان بموازنة مستقلة، ويحظى بدعم مستقل، بدل أن يصبح قسماً من منظومة الجمعية». ويتفق معه، مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية في «صحة حفر الباطن» الدكتور ماطر الحربي، الذي يرى في هذا المكتب «حلاً لمشاكل المتعسرين في الزواج، لأنه سيزيل العقبات التي تحول دون إكمال الشباب نصف دينهم، والاهتمام في أمور الزواج لناحية التسهيل والتيسير وتقليل النفقات».
كما يرى الحربي أن لهذا المكتب مهام أخرى، بينها «معرفة الأسس النفسية للتفاعل داخل الأسرة، وآثار التوافق من عدمه، وتلافي اختلال العلاقات الأسرية بين الزوجين والأبناء، ومعرفة الأسس الاجتماعية المُفسرة لبناء الأسرة، ووظائفها، وانعكاس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على الأسرة، وإجراء فحوص ومقابلات فردية وجماعية لكل من الزوجين، وتطبيق مقاييس نفسية لتحديد مصادر التوافق أو الاضطراب في الحياة الأسرية». وإرشاد الزوجين إلى أنسب أساليب معاملة الأبناء، وتوعيتهم بأثر الخلافات الزوجية على الأبناء، وتعزيز المهارات الاجتماعية الإيجابية لديهم، ووضع خطة يشترك في إعدادها الوالدان، لوقاية الأبناء من الاضطراب النفسي، أو الانحراف السلوكي. وكذلك تقوية الجوانب الإيجابية لدى الزوجين، وإرشادهما إلى تقديم أفضل ما لديهما وتنميتهما، وتوعيتهما بدور كل منهما في إنجاح الحياة الأسرية، وواجباتهما، وحقوقهما، وكذلك تبصيرهما بعواقب الطلاق، والاهتمام بظاهرة عزوف الشباب عن الزواج.
وشدد على أن أهم ما يجب أن يحاربه المكتب في حال إنشائه وما يجب أن يرتكز عليه هو «تحكم أهل الفتاة في اختيار خطيب ابنتهم، وإرهاقه بالطلبات غير المعقولة، التي تعتبر سبباً رئيساً في هروب الشبان من الزواج، وبالتالي زيادة نسبة العنوسة التي استفحلت في الآونة الأخيرة». بدوره، دعا مدير مركز الأسرة السعيدة في حفر الباطن الشيخ أحمد السعوي، إلى افتتاح المكتب في «القريب العاجل». وقال: «إن مثل هذه المشاريع دواء لمكافحة الجريمة. فالشاب ينأى بنفسه عن مواطن الجريمة، حين يشعر بالاستقرار والسكن. ولا يعني ذلك تزويج المجرمين، لأن في هذا ظلم للنساء، بل تزويج الشاب الذي يحمل بذرة طيبة قبل أن يتحول إلى مجرم، جراء عدم الاستقرار والبطالة، وصعوبة الزواج للظروف الاقتصادية الصعبة.