يحكى أن صيادا صاد عصفورا صغيرا لا يتجاوز وزنه ربع كيلوغرام ثم أراد ذبحه فاستعطفه العصفور و قال له لو أطلقت سراحي سأعلمك ثلاث حكم و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "الحكمة ضالة المؤمن التقطها أنى وجدها"...فوافق الصياد على مضض...
قال الطائر سأعلمك الحكمة الأولى و أنا على يدك و الثانية و أنا على الشجرة و الثالثة إذا صرت على ذلك الجبل...وافق الصياد بعد تفكير بسيط..
قال الطائر الحكمة الأولى (لا تتلهف على ما فاتك و لا تحزن على شيء انقضى).
ثم قال الطائر بعد أن أطلقه الصياد و وقف على الشجرة القريبة الحكمة الثانية(لا تصدق بما لا يكون أنه يكون).
ثم طار الطائر حتى صار على الجبل و قال للصياد أيها الغبي لو احتفظت بي لاستخرجت من حوصلتي درة ثمينة تزن كيلوغراما كاملا...
سمع الصياد ذلك فضرب كفا بكف و تحسر تحسرا كبيرا و قال للطائر على الأقل اعطني الحكمة الثالثة...
قال الطائر عجبا من عقلك الصغير أيها الانسان لم تستفد من الحكمتين السابقتين و تريد حكمة جديدة؟
قال الصياد لم أفهم...
قال الطائر ألم أقل لك في الحكمة الأولى لا تتحسر على ما فاتك .و لكنك تحسرت علي عندما أطلقتني...و قلت لك في الحكمة الثانية لا تصدق بما لا يكون أنه يكون و أنت سرعان ما صدقت أن في حوصلتي درة من الذهب زنتها كيلوغرام أولم تفكر بأن وزني بعظمي و لحمي و ريشي لا يتجاوز ربع كيلوغرام فكيف أحمل كيلوغراما في بطني...
نكس الصياد رأسه خجلا و احتقر نفسه ثم مضى في حال سبيله...
صدق من قال (أجسام الحمير و عقول العصافير)
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
حمد العودة
ملاحظة نرجو من الاخوة القراء الأعزاء التفاعل مع القصة....و شكرا