السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كبف حالكم وعساكم طيبين أن شاء الله
أقدم لكم شاعراً من شعراء العصر الجاهلي وهو:
حاتم الطائي( ؟ ـ 46ق. هـ، ؟ - 577م).
نسبه وبعض مواقفه
حاتم بن عبدالله بن سعد ابن الحشرج بن امرئ القيس الطائي، وأمه عتبة بنت عفيف الطائية. من شعراء الجاهلية الفرسان الأجواد. يُضْرَب بجوده المثل، وهو شجاع مظفر، وإذا سئل وهب. وكان كثيرًا مايتشبه بصعاليك العرب الفرسان الذين يجودون بما يكسبونه في غزواتهم،
وقد أشار إلى هذاالمعنى في بعض أشعاره مثل قوله:
عُنينا زمانًا بالتصعلك والــغــنى = كما الدهر في أيامه العسرُ واليسرُ
كسبنا صروف الدهر لينًا وغلظة = وكُلاً سَقاناهُ بكأسيهما الـــدهـــــرُ
قال أبو عبيدة: أجواد العرب ثلاثة:
كعب بن مامة، وحاتم الطائي، وهرم بن سنان صاحب زهير بن أبي سلمى.
وقد رويت حول كرم حاتم وجوده بعض الأخبار والقصص مبثوثة في كتب الأدب والأخبار حتى صار كرمهم ضرب المثل
كما ورد في بيت أبي تمام المشهور:
إقدام عمرو في سماحة حاتم = في حلم أحنف في ذكاء إياس
ولحاتم في زوجه ماوية بنت عفزر أشعار، جلها في الجود والسخاء، وماوية من بنات ملوك اليمن، تزوجها حاتم في وفادة له على الحيرة. ويقال إن ابنه عديّ بن حاتم من ماوية، ويقال: بل عدي وعبدالله وسفانة من زوجه الأخرى النوار، وكان عدي قد أسلم وحسن إسلامه، أما حاتم فمات في الجاهلية.
وماوية هي التي يخاطبها بقوله في قصيدة من أشهر أشعاره:
أماويُّ إن المال غاد ورائح = ويبقى من المال الأحاديث والذكرُ
أماويُّ إني لا أقول لسائل =إذا جاء يوماً حَلَّ في مالنا نزرُ
أماويُّ إما مانعٌ فَمُبينٌ =وإما عطاء لاينهنهه الزجْرُ
أماويُّ مايُغني الثراء عن الفتى =إذا حشرجت نفسٌ وضاق بها الصدرُ
ويقول في أبيات أخرى مشيرًاإلى ترفعه عن الدنيا:
كريمٌ، لا أبيت الليل جــــاد = أعدّدُ بالأنامـــــــل مــاوزيت
إذا مابتّ أشرب فــــوق ريٍ = لسُكْرٍ في الشراب فلا رويتُ
إذا مابتُّ أخْتِلُ عِرْسَ جاري = ليُخْفيني الظلام فلا خـــــفيتُ
أأفضَحُ جارتي وأخون جاري= معاذ الله أفعل ُ مــــاحيـــيتُ
وشعر حاتم جيد حسن؛ قال عنها بن الأعرابي: ¸كان حاتم من شعراء العرب، وكان جوادًا، يشبه شعره جوده·. وأخبارحاتم كثيرة مُتفرقة في كتب الأدب والتاريخ، وقد ضاع أكثر شعره، وإن بقي منه ديوان مطبوع.
ومن قصائد حاتم الطائي:
(1)
وَما مِن شيمَتي شَتمُ اِبنِ عَمّي = وَما أَنا مُخلِفٌ مَن يَرتَجيني
سَأَمنَــحَهُ عَلى الــــعِلّاتِ حَتّى = أَرى ماوِيِّ أَن لا يَشتَكيني
وَكِـــلــمَةِ حاسِدٍ مِن غَيرِ جُرمٍ = سَمِعتُ وَقُلتُ مُرّي فَاِنقِذيني
وَعابوها عَلَيَّ فَــلــَم تَعِبنـــي = وَلَم يَعرَق لَهـــا يَوماً جَبيني
وَذي وَجـــهــَينِ يَلقاني طَليقاً = وَلَيسَ إِذا تَغَيَّبَ يَأتَسينـــــي
نَظَرتُ بِعَينِهِ فَكَفَفتُ عَـــنـــهُ = مُحافَظَةً عَلى حَسَبي وَديني
(2)
مَهلاً نَوارُ أَقِلّي اللَومَ وَالعَذَلا = وَلا تَقولي لِشَيءٍ فـــاتَ مــــا فَعَلا
وَلا تَقولي لِمالٍ كُنتُ مُهلِــكَــهُ = مَهلاً وَإِن كُنتُ أُعطي الجِنَّ وَالخَبلا
يَرى البَخيلُ سَبيلَ المالِ واحِدَةً = إِنَّ الجَوادَ يَرى في مــــالــِهِ سُبُلا
إِنَّ البَخيلَ إِذا مـــا مـاتَ يَتبَعُهُ = سوءُ الثَناءِ وَيَحوي الوارِثُ الإِبِلا
فَاِصدُق حَديثَكَ إِنَّ المَرءَ يَتبَعُهُ = مـــا كــانَ يَبني إِذا ما نَعشُهُ حُمِلا
لَيتَ البَخيلَ يَراهُ النــاسُ كُلُّهُــمُ = كَمــا يَراهُــم فَلا يُــقــرى إِذا نَزَلا
لا تَعذِليني عَلى مالٍ وَصَلتُ بِــــهِ = رَحماً وَخَيرُ سَبيلِ المالِ ما وَصَلا
يَسعى الفَتى وَحِمامُ المَوتِ يُدرِكُهُ = وَكُلُّ يَــومٍ يُدَنّي لِلفَتى الأَجَــــــلا
إِنّي لَأَعلَمُ أَنّي سَوفَ يُــدرِكُـــني = يَومي وَأُصبِحُ عَن دُنيايَ مُشتَغِلا
فَلَيتَ شِعري وَلَيتٌ غَيرُ مُدرِكَــةٍ = لِأَيِّ حـــالٍ بِـــها أَضحى بَنو ثُعَلا
(3)
أَلا أَخلَفَت سَوداءَ مِنكَ المـــَواعِدُ = وَدونَ الَّذي أَمَّلتَ مِنـــها الفَراقِدُ
تُمَنّينَنا غَـــدواً وَغَيمُـكُــــمُ غَــداً = ضَبابٌ فَلا صَحوٌ وَلا الغَيمُ جائِدُ
إِذا أَنتَ أُعطيتَ الغِنى ثُمَّ لَم تَجُد = بِفَضلِ الغِنى أُلفيتَ مـــا لَكَ حامِدُ
وَماذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وَجَمعُــهُ = إِذا كـــانَ ميــراثاً وَواراكَ لاحِـــدُ
تحياتي لكم ،،،،،،،،